مقالات

تفاءل . .فقط !

 

بقلم الكاتب : راضي غربي العنزي

حُدِّثتُ عن التفاؤل، فقيل: هو دواءُ النفوس إذا أظلمت، وسراجُ الأرواح إذا انطفأت، ومفتاحُ الأمل إذا أُوصدت الأبواب وأُرخيت السدول. فقلتُ: نعم، هو البلسمُ الذي تبرأ به القلوب من داءِ اليأس، وهو الغيثُ الذي تُحيى به أرضُ العزائم بعد جدبٍ وقنوط.

ألا ترى أنّ المتفائل إذا ادلهمّت خطوبُه، قال: غداً ينكشف الغبار، وإذا ضاق عليه الفضاء، جعل من الضيق فسحةً ومن العُسر يُسراً؟! هو الذي يبصر في الدموع بشائرَ البسمات، وفي الجراح طُرُق النجاة، وفي سقوط الورق بشائرَ ربيعٍ قادم.

وقد صدع الوحي بالقول المبين:

> فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً [الشرح: 5-6]،

فجعل العسر محفوفًا باليُسر من جانبيه، لا يُفارقه ولا ينفكّ عنه. فلن يغلب عسر يسرين !

وجاء الهادي بكلمةٍ تكفي عن خطبٍ مطوّل: تفاءلوا بالخير تجدوه ، فإذا هي دستورُ حياةٍ، وشرعةُ أملٍ، وسراجُ طريقٍ للمؤمنين.

يا صاح، المتشائم أسيرُ أوهامه، يطوي قلبه على الرماد، ويغلق عينيه عن ضياء الفجر، ولو أبصر لعلم أنّ وراء كل ليلٍ فجراً، وأنّ الشمس لا تحبسها غيمة.

فخذ من التفاؤل جُنّةً تحميك، واتخذه زادًا يمضي بك، فإنه عُدّة الصابرين، وراية الموقنين، وكنزُ من أيقن أنّ وعد الله حق، وأنّ الفرج قريب.
——————
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى