المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

علوم وتكنولوجيا

حراس «فيسبوك» يحملون المسدسات

المصدر : القبس

ما تراه الآن على موقع «فيسبوك» ليس كل ما يُنشر عليه، فجزء ليس بالهين منه كان منشوراً وحُذف من قبل المشرفين بعد أن تردهم تقارير ضده، أو يتم حذفه بشكل أوتوماتيكي بعد التبليغ عنه من خوارزميات فيسبوك (لا ينفي ذلك ضرورة المراقبة البشرية)، ففي العالم المظلم لهذه الشبكة الاجتماعية، هناك صور ومقاطع فيديو فظيعة تكفّل فريق من العاملين من مراقبي المحتوى بحذفها، لكنهم كانوا ملزمين بمشاهدتها أولاً قبل إصدار قرار الحذف.

وفق ما نقله موقع جريدة الغارديان البريطانية، كشفت مجموعة من العاملين السابقين في مركز ببرلين يتبع «فيسبوك» في مجال مراقبة المحتوى، عن حقائق خطرة عن هذا العمل، ومن ذلك أن زملاء لهم أصبحوا مدمنين على العنف والجنس والأخبار الكاذبة، ومنهم من أضحى متأثراً باليمين المتشدد بسبب الكمّ الكبير من خطاب الكراهية الذي يطالعه. ليس فقط ما كان منشوراً للعموم هو ما ينتظر المراقبة، بل كذلك الرسائل الخاصة المتعلقة بـ»الاستغلال الجنسي»، إذ يضطر هؤلاء المراقبون إلى التدقيق في مراسلات بين أشخاص بالغين وآخرين قاصرين، بلّغت عنها خوارزميات الشبكة كجريمة.

ويقول هؤلاء المراقبون إن عدداً من هذه المراسلات احتوت كلاماً عنيفا وبذيئاً. طبيعة المحتوى وحده ليست فقط الجانب السيئ، فهؤلاء المراقبون يعملون بمقابل مالي ضئيل ثماني ساعات يومياً، بعضها في الليل وفي نهاية الأسبوع، ويتعرضون لضغط من أجل العمل بسرعة. وقد أشار أحد من تركوا هذه الوظيفة إلى أنه يريد أن ينبه الناس إلى عدم الوقوع في حفرة مثل هذه الوظائف، وأنه إذا كان من المهم تكوين فريق لحماية مستخدمي «فيسبوك» من خطابات الكراهية والتطبيقات الجنسية والمحتالين وغير ذلك، فمن المهم كذلك إطلاق نقاش حول عمل ذلك الفريق وظروفه الصعبة.

كما قال مشرف آخر إن زميلاً له صار يبحث عن شراء مسدس بعدما صار يخاف من الآخرين، خاصة في الليل أو عندما يكون محاطاً بالأجانب، وذلك بسبب المحتوى الذي كان يراجعه للحذف. كما أن مراقبين آخرين أضحوا مدمنين على المخدرات، وفق المشرف، مشيراً إلى أن مراقبة المحتوى تؤثر كذلك في الخيارات السياسية، فقد يتحول شخص ليبرالي إلى شخص محافظ قلق من الهجرة مثلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى