المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

د.سلطان السالم لـ «الأنباء»: نتوقع انخفاض الناتج القومي بمقدار 3% خلال 6 أشهر من الحظر بسبب «كورونا»

  • نعمل على مشروع بحثي تخصصي في دراسة انتقال الفيروس بالهواء وتطوير أسطح مضادة لـ «كوفيد ـ19»
  • الحكومة الكويتية كانت سباقة بتطبيق المعايير الدولية للصحة العامة في التصدي لفيروس كورونا
  • رحلات الإجلاء من شأنها وضع ضغط كبير على الكادر الطبي وعلينا الالتزام بالتباعد الاجتماعي والعزل
  • المعهد ينسق مع عدة جهات محلياً وخارجياً لتطوير أبحاث علمية للحدّ من انتشار الفيروس
  • اعتماد الفحوصات العشوائية في المستقبل القريب ضمن جهود مكافحة المرض أمر ضروري

 

دارين العلي

أكد مدير برنامج التلوث البيئي والمناخ، الناطق الرسمي للجنة الإعلامية العلمية الخاصة بفيروس كورونا في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.سلطان السالم أن المعهد يعمل حاليا بالتنسيق مع عدد من الجهات داخل البلاد وخارجها في تطوير عدد من الأبحاث والتطبيقات العلمية التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس والتصدي له في الكويت. ولفت في لقاء خاص مع «الأنباء» إلى عدة دراسات أجرتها المعهد حول تداعيات الفيروس الاقتصادية على البلاد، حيث تنبأت بانخفاض الناتج القومي بمقدار 3% فقط جراء ساعات الحظر الجزئي ولمدة ستة أشهر متواصلة في سيناريو يعتبر الأكثر شدة وفي أقصى الظروف كذلك. ولفت إلى تقديم مقترح من المعهد للمعنيين في الدولة لمشروع اقتصادي متكامل من يتضمن خطة التعافي للدولة من الجائحة التي تمر بها البلاد الآن. وأوضح السالم أن المعهد يقوم حاليا بتطوير مشروع بحثي تخصصي في دراسة انتقال الفيروس بالهواء، والذي من شأنه زيادة عدد المصابين وتفشي المرض، كما أنه يقوم بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع بحثي من شأنه تطوير أسطح مضادة للفيروس (كوفد -19) لتقديمه لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الداعمة للجهود البحثية في هذا الشأن. ودعا السالم إلى القيام بالفحوصات العشوائية في المستقبل القريب ضمن الجهود المبذولة لمكافحة المرض، معتبرا ذلك أمرا حتميا ومحمودا كذلك في وقف تفشي الفيروس، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

بداية نرحب بكم ونود معرفة انطباعاتكم حول الفترة الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا؟

٭ في البداية نتقدم لكم بجزيل الشكر والعرفان لكل الجهود الاعلامية التي تقومون بها من خلال تسليط الضوء على الأنشطة البحثية والتقنية التي يتصدى لها معهد الكويت للأبحاث العلمية في المرحلة التي نمر بها جميعا، والتي نسال الله تعالى أن تمر بسلام علينا وعلى كافة أرجاء المعمورة، وباسم معهد الكويت للأبحاث العلمية، نتقدم بخالص الشكر والامتنان للعاملين في الصفوف الأمامية في التصدي لجائحة كورونا التي تعصف بالعالم بشكل عام، والتي أدت جهودهم المتوافرة الى احتوائها والسيطرة عليها بما فيه مصلحة المواطنين والمقيمين على ارض الكويت الحبيبة.

وما الدور الرئيسي الذي يقوم به المعهد خلال المرحلة الحالية؟

٭ يقوم المعهد في الوقت الحالي بالتركيز على أمرين أساسيين ألا وهما، تقديم الاستشارات والدعم الفني للصفوف الأمامية في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفد -19)، ومن جهة أخرى يقوم المعهد بالتنسيق مع عدد من الجهات داخل الدولة وخارجها في تطوير عدد من الأبحاث والتطبيقات العلمية والتي من شأنها الحد من انتشار الفيروس والتصدي له في الكويت.

نود معرفة ماهية هذه التطبيقات والأبحاث التي تقومون بها.

٭ قدم المعهد عناصر فنية من خلال المشاركة في اللجنة العليا لتطوير فحوصات عناصر البلمرة المعروفة

بالـ PCR وذلك بالتنسيق مع الإدارات المعنية في وزارة الصحة، وفتح المختبرات المختصة في التقنية الحيوية لتطوير الفحوصات التي من شأنها دعم الأبحاث المتعلقة بالفيروس وتوصيفه، كما قام المعهد من جهة أخرى بتسخير كل الإمكانيات اللوجستية والمخبرية ووضعها تحت تصرف وزارة الصحة، وذلك منذ أول أيام الأزمة بقرار صادر من مدير عام المعهد د.سميرة عمر، كما قام المعهد بتدشين عدد من الفرق التخصصية لتشكيل لجان تقييم لعدد من المشاريع البحثية والتنسيق مع من جهات الدولة، لاسيما وزارة الصحة بالإضافة الى الأمانة العامة للتخطيط ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والتي لبت نداء الواجب وفتحت باب التقديم لدعم المشاريع البحثية المقدمة من المعهد في أوقات قياسية واستثنائية، وفي نفس السياق قام المعهد مؤخرا باستكمال خط انتاج لمستلزمات الفرق الوقائية في الصفوف الأمامية والتي من شانها التخفيف من الأعباء الناجمة من استهلاك الأقنعة الوقائية والصناديق الطبية والتي يقوم الآن المعهد بتصنيعها بالتعاون مع جمعية المهندسين الكويتية ودائرة التصميم الهندسي بالمعهد.

التداعيات الاقتصادية

هذا فيما خص توصيف الفيروس ودعم مكافحته طبياً، فهل هناك دراسات لتداعيات هذا المرض اقتصاديا؟

٭ نعم، فقد قامت دائرة الاقتصاد التقني بالمعهد بإصدار عدد من التقارير التخصصية والتي من شأنها التنبؤ بالناتج القومي للبلاد وتأثير ظروف الجائحة على الكويت وذلك من خلال حسابات النمذجة الرياضية وتأثير ساعات الحظر من خلال إغلاق المحال التجارية وبقاء العمالة في منازلهم والى آخره من المعطيات الفنية التي أخذت بعين الاعتبار، والذي تنبأ بانخفاض الناتج القومي بمقدار 3% فقط جراء ساعات الحظر الجزئي ولمدة ستة أشهر متواصلة في سيناريو يعتبر الأكثر شدة وفي أقسى الظروف كذلك.

وهل قمتم بأي دراسات أو خطط واقتراحات لإعادة تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي ووضعها أمام الحكومة للاستعانة بها بعد انقضاء الأزمة؟

٭ بالإضافة الى الدراسة التي قمت بذكرها سلفا، فالمعهد يقدر الوضع العام للبلاد الآن ومن الضروري ان يتم تسخير الجهود العلمية في ذلك الشأن. ولعل من ابرز الدراسات التي قدمت للجهات المعنية، تلك الدراسات القائمة على تأثير الجائحة على الناتج القومي للبلاد وكذلك مقترح لمشروع اقتصادي متكامل من دائرة الاقتصاد التقني بالمعهد في خطة التعافي للدولة من الجائحة التي تمر بها البلاد الآن.

الإجراءات المحلية

بالعودة إلى الوضع الحالي، ما تقييمكم له وكيف تصفون التعامل مع الفيروس في البلاد؟

٭ أستطيع أنا شخصيا ومن وجهة نظر فنية بحتة أن أقول إن الكويت ورغم الظروف الاستثنائية التي مرت بها من خلال إجلاء الآلاف من المواطنين من الخارج والإبقاء على عدد كبير من المقيمين في مراكز إيواء داخل الدولة، بأن الحكومة الكويتية كانت سباقة بتطبيق المعايير الدولية للصحة العامة في التصدي لفيروس كورونا، هذا بالطبع يعززه عدد حالات الشفاء المتزايدة والتي تبشر بكل خير، والتي من شأنها أيضا رفع المعنويات في الشارع الكويتي، كل هذا يدل على الجهود التنسيقية الجبارة التي تقوم بها الجهات الصحية في الدولة، والتي من شأننا جميعا دعمها الآن والتحلي بالصبر الى حين انجلاء هذه الغمة، كما من الضروري وبشكل تام، الانصياع لتعليمات كل من وزارتي الصحة والداخلية، والتي من شانها المحافظة على تقليل فرص العدوى بشكل كبير جدا.

من وجهة نظركم العلمية، هل الإجراءات التي يتم اتخاذها كافية أم أن هناك إجراءات يمكن القيام بها أيضا للحد من انتشار الفيروس بشكل أكبر؟

٭ بتصوري، الدولة قامت وتقوم بكل الاجراءات على أعلى مستوى، والمطلوب هو المحافظة على التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي للعامة الآن، ولاسيما أن هناك عددا من رحلات الاجلاء الآن والتي من شأنها وضع ضغط على الكادر الطبي في الدولة، وعلينا جميعا ومن دون استثناء الالتزام بتعليمات وزارة الصحة الى حين عودة الحياة وبشكل تدريجي الى ما كانت عليه. ولعل القيام بالفحوصات العشوائية في المستقبل القريب في ظل الجهود المبذولة هو أمر حتمي ومحمود كذلك.

دراسة طبيعة الفيروس

هل قام المعهد أو يقوم بدراسات حول الفيروس نفسه وكيفية الحد من انتشاره؟

٭ بداية يقوم المعهد في الوقت الحالي من خلال التنسيق مع جهات إشرافية بالدولة في العمل على قاعدة بيانات من شأنها خدمة وزارة الدولة المختصة فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد من خلال نظم المعلومات الجغرافية، وعلاوة على ذلك، يقوم المعهد بالتنسيق مع عدد من الجهات في الدولة لدراسة عينات من الفيروس باستخدام مختبرات برنامج التكنولوجيا الحيوية وذلك بالتنسيق مع مختبرات وزارة الصحة بالكويت، كما يقوم المعهد بتطوير مشروع بحثي تخصصي في دراسة انتقال الفيروس عبر الهواء، والذي من شأنه زيادة عدد المصابين وتفشي المرض بسبب العدوى، من المهم تسليط الضوء عليها وبشكل فعال، هذا الذي دفع المعهد للتحرك في تجاه الاستعدادات لعملية فحوصات عدد من عينات البلمرة للكشف عن وجود ووفرة فيروس كورونا المستجد داخل عدد من المنشآت في الدولة، ومن جهة أخرى يقوم المعهد بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع بحثي من شأنه تطوير أسطح مضادة للفيروس (كوفد- 19) والذي سيكون مقدما لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الداعمة للجهود البحثية في مستجدات الأعمال البحثية والفنية بهذا الشأن.

د. سلطان السالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى