المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

رئاسة الكويت حوّلت الصراع داخل مجلس الأمن إلى تعاون

لوهلة بدا أن كل شيء كان سيتعطل، وأن مجلس الأمن الذي اعتاد ان ينهي جلساته الخاصة بالملف السوري بكلمة «فيتو» سيفشل مجددا في تحمل مسؤولياته في حل الأزمة السورية، أو على الأقل في التخفيف من تأججها والحدّ من «الجحيم» الذي استعر في الأيام الأخيرة خاصة في الغوطة الشرقية لدمشق.

وكاد الصراع على كلمات ومصطلحات مثل «يقرر المجلس» أو «يطالب المجلس» أن ينسف كل الجهود ويعيد الأمور الى نقطة الصفر، لكن ذلك لم يحدث، بل شهدنا تهدئة للمخاوف الروسية من خلال الموافقة على استثناء فئات من المقاتلين مثل «النصرة» و«داعش» و«القاعدة» من الهدنة وإدانة القصف على دمشق ما سمح بالتوصل لصيغة مقبولة من الجميع، وتحقيق لحظة وحدة نادرة بين الأعضاء الـ 15 بفضل جهود كويتية ـ سويدية مضنية وشاقة قرّبت وجهات النظر، واستولدت حلا وسطا بين القوى الكبرى المتصارعة التي تتشابك مصالحها في الملف السوري.

إن نجاح دولة الكويت ومعها مملكة السويد أمس الأول في استصدار القرار 2401 الذي يتيح هدنة إنسانية لمدة 30 يوما يشكل بارقة أمل وأرضية يمكن الاستناد إليها لبناء حل سياسي نهائي للأزمة، وإن بدا هذا الهدف بعيدا حتى الآن والطريق إليه وعرا وممتلئا بالعقبات.

أحد العوامل الرئيسية في تمرير القرار بالإجماع هو ما تتسم به الديبلوماسية الكويتية ومثلها السويدية من نزاهة واتزان انعكسا ارتياحا وانفتاحا لدى جميع الفرقاء، خاصة الجانبين الأميركي والروسي.

لا بد من القول ان ما شاهدناه من نجاح مبدئي وفعالية ديبلوماسية وقبول دولي لدور الكويت خلال ترؤسها لمجلس الأمن، ليس ثمرة وقت قصير أو صدفة، وانما هو نتاج عقود من العمل السياسي والديبلوماسي المتقن والرصين والمدروس الذي أرسى أسسه أمير دولة الكويت وعميد الديبلوماسية العالمية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد.

وها نحن أمام بادرة سلام جديدة تهديها الكويت في أعيادها الوطنية الى الشعب السوري والعالم، وتضاف الى السجل المضيء لسموه الذي جعل الأمم المتحدة تتوجه بجدارة واستحقاق لتسمية سموه «قائدا إنسانيا عالميا».

إن ما حققته الكويت في ظل المعادلات الدولية المعقدة والشائكة في القضية السورية إنجاز وخرق ديبلوماسي وكسر للجليد بكل معنى الكلمة.

فكل الشكر للكويت وصاحب السمو الأمير وأبنائه في «الخارجية الكويتية» وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والشكر موصول الى نائب وزير الخارجية خالد الجارالله وبعثة الكويت في الأمم المتحدة بقيادة السفير القدير منصور العتيبي وكل عضو في البعثة، فقد نجحوا باقتدار في تحويل الصراع التقليدي والتنافر داخل مجلس الأمن الى تعاون بناء وواعد بالمزيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى