المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

سعاد الصباح: تحولت كلماتي إلى طيور تمرّدت

ضمن مهرجان ربيع الشعر العربي الـ11 الذي تقيمه مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، اقيمت على مسرح مكتبة البابطينالندوة الأدبية الأولى المخصصة للاحتفاء بتجربة الشاعرة الكويتية د. سعاد الصباح، الندوة التي أدارتها د. نورية الرومي تضمنت ورقتين للباحثة التونسية د. نورالهدى باديس والكاتبة الكويتية د. فاطمة يوسف العلي.

في بداية الندوة قرأت د. نورية الرومي شهادة كتبتها د. سعاد الصباح التي لم تستطع الحضور بسبب وعكة صحية ألمت بها، وتلقي فيها الضوء على بعض المحطات المضيئة في رحلتها الإنسانية والشعرية الحافلة «جئت إليكم لأحكي لكم شيئاً من سيرة مواطنة كويتية عربية اسمها سعاد محمد الصباح.. فلها حكاية تستحق أن تروى منذ الضحكة الأولى حتى الدمعة الأخيرة».
تحدثت د. سعاد الصباح في شهادتها عن السفر، تقول «كان السفر كتاب سعاد المفتوح.. وأفقها اللانهائي، فقد كسبت أجمل خبراتها من السفر، وسجلت أروع ذكرياتها في السفر، وعرفت أنبل أصدقائها في السفر.. كانت تسافر.. على جناح صقر الخليج.. الزوج والسند والحبيب والظل الظليل عبدالله المبارك».
فتافيت امرأة
وفي جزء آخر تتحدث د. سعاد الصباح عن منعها من الكتابة «مُنِعْتُ من الكتابة مرتين، كما تم منع المجلات والصحف من نشر أخباري أو أي كلمة عني، فكان الحصار مزدوجاً ليسجنني في دائرة المرأة المكبّلة بالتقاليد، ولكن حصيلة هذا المنع كانت مذهلة، فديواني (فتافيت امرأة) الذي تم منعه من التداول طبع منه 120 ألف نسخة على مستوى الوطن العربي في وقت كان فيه التوزيع صعباً، لقد تحوّلت كلماتي إلى طيور تمرّدت على السجن في الأرض، فانطلقت إلى السماء ليشاهدها كل الوطن العربي، ولتصبح رمزاً للكلمة الحرة».
وأخيرا تقول في شهادتها عن الشعر «الشعر هو الشعر أياً كان قائله بصرف النظر عن الجنس والجنسية واللغة، الشعر عبر العصور كان وسيبقى لغة واحدة، كما هي لغة العصافير التي لا تتبدل بين غصن في جبل لبناني وآخر في واد صيني.. ومن قال: للشعر جنس.. وللنثر جنس.. ومن قال إن الطبيعة تكره صوت الطيور الجميلة؟».
تجربة تجاوزت الجغرافيا
بينما جاءت ورقة الباحثة التونسية د. نورالهدى باديس عن «الكتابة وكسر القيود.. محاولة في تحديد عالم سعاد الصباح الشعري» حيث طرحت من خلالها العديد من الأسئلة حول تجربة الصباح الشعرية، وتساءلت باديس: ماذا أضافت هذه التجربة للشعر العربي المعاصر وللشعر الخليجي والكويتي؟ وهل في هذه التجربة بعد كوني عام يتجاوز الحدود الجغرافية والزمانية؟ ولماذا نشعر إلى اليوم أنها تجربة جديرة بالقراءة وأن فيها من الثراء والخصوصية ما يجعل الناقد قادرا على إثرائها وكشف مواطن مازالت غائبة خفية؟.
وأجابت باديس عن اسئلتها بأن دراسات عديدة تناولت الشاعرة سعاد الصباح بالدرس والتحليل، منها ما وقف على المضامين ومنها من تتبع مسيرتها الشعرية من أول ديوان إلى آخر ديوان، ومن النقاد من شدته الصياغة الفنية، ومنهم من وقف على دلالة عتبات النصوص وغيرها.
وأكدت باديس أن كبار الدارسين انتصروا لشعرها، منوهين بما يمثله من تجربة شعرية تتميز بالسلاسة وقوة السبك، حيث تشكل في معظمه في أسلوب شعري ممتع، عذب في معانيه، جزل في عباراته، طريف في موضوعاته، جريء في تناوله، مشيرة إلى أن جانبًا من قوة الإلهام في شعر سعاد الصباح جاء من أصالة التجربة وصدقها.
شاعرة الحزن العربي
اما ورقة د. فاطمة يوسف العلي فقد تحدثت فيها عن سعاد الصباح الإنسانة، حيث توقفت عند بعض المحطات الإنسانية اللافتة في حياة الصباح، تساءلت العلي إن كان يكفي أن تحمل شهادتها اسم سعاد الصباح عنوانا مجردا؟ حيث أكدت أن اسم سعاد الصباح أصبح رمزا للبذل، ودليلا على الوفاء والانتماء، ومعيارا لرقي الإنسان وسمو خلقه وعنوانا للنبل والنبلاء.
وتطرقت فيها العلي إلى نشأة الصباح ورحلتها مع التعليم من مدرسة الخنساء مرورا بجامعة القاهرة وحتى حصولها على الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة ساري جلفورد بالمملكة المتحدة، ثم رحلتها مع الثقافة وحقوق الإنسان «كيف لا نحب سعاد الصباح، وقد ظلت رغم انشغالها بالثقافة والإبداع وبتخصصها في الاقتصاد، تحمل الهم الوطني، والحزن العربي، وتهتم بحقوق الإنسان وحرية الرأي».
وألقت العلي الضوء على دور سعاد الصباح في دفع الحركة الثقافية وإحياء التراث الأدبي المعاصر، عندما أعادت طبع مجلة الرسالة المصرية، وكذلك اهتمامها بإبداعات الشباب من خلال رصد ثلاث جوائز لإبداعهم، وحرصها على تكريم رواد الثقافة في الكويت والعالم العربي.
وأنهت العلي ورقتها بالقول «سنظل ننظر إلى المنجز القومي والعروبي الذي قدمته سعاد الصباح في الدفاع عن البيت العربي، ثقافيا وفكريا وحضاريا، وإلى ما قدمته سعاد الصباح من أجل مستقبل الأمة العربية

الأمسية الشعرية الثانية

 

ضمن فعاليات مهرجان البابطين للشعر العربي 11 اقيمت على مسرح مكتبة البابطين الأمسية الشعرية الثانية التي ضمت الشعراء: د. إيمان الشمري، عامر العامر، أريج رشيد، عبدالله الفيلكاوي، رابعة المومني، عبدالرحمن النجار، وأدار الأمسية د. يوسف العويهان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى