حاز الحكم سعد الفضلي إشادة الجميع على إدارته المتميزة والموفّقة في مباريات كرة القدم في الموسم الماضي، مما منحته الفوز بلقب أفضل حكم في الاستفتاء، الذي أجراه أحد المواقع الإلكترونية.
وحرصت «القبس» على إجراء حوار معه، للتعرّف على احوال التحكيم الكويتي وطموحاته في المستقبل والصعوبات التي تواجه قضاة الملاعب الكروية:
● ما انطباعك عن التحكيم في المسابقات المحلية؟
ــــ بكل تأكيد وبشهادة الجميع، سواء في الاندية او الجماهير، كان هناك رضا تام عن مستوى اداء الحكام في ادارة المباريات، ولم يحدث اي اخطاء كارثية تدعو للوقوف امامها، بل اخطاء عادية، وهذا يحدث في جميع بطولات العالم. وجاء ذلك بفضل تدريب وتحليل جميع الحكام على احدث التعديلات وتطوير الاداء، من خلال المتابعة الدقيقة للجنة الحكام التي قامت بجهود غير عادية لانجاح هذا الموسم.
● ولكن شاهدنا كثيراً من الاحتجاجات وحالات طرد لللاعبين والإداريين؟
ــــ للأسف الشديد، هناك بعض اللاعبين والإداريين لا يهتمون بمتابعة التعديلات الجديدة في قانون كرة القدم، ولا توجد لديهم دراية كافية، مما يضعهم في مواقف حرجة واحتجاج غير مبرر وعن جهالة، والنتيجة ان يضطر الحكم إلى اخراج القرار الاداري. وما يزيد المشكلة تعقيدا ان هناك بعض المحللين التحكيميين في القنوات الفضائية غير ملمين بأحدث القوانين ويحللون المواقف التحكيمية على القانون القديم من دون دراية بأن هناك تعديلات قد طرأت على القانون مما يثير حفيظة المشاهدين، وقد تنتقل إلى الجماهير في المدرجات التي تتابع تلك القنوات.
دورات الاعبين
● وما علاج هذه المشكلة؟
ــــ العلاج بسيط جدا، وهو اقامة دورات للاعبين والاداريين وايضا للمحللين؛ لشرح احدث التعديلات التى طرأت على قانون كرة القدم، ويفضل أن تكون في بداية كل موسم لثقافة اللاعبين والاداريين، علما بان اندية الخليج، تحرص انديتها على اصطحاب حكم دولي او محاضر، عندما تعسكر في بداية الموسم؛ لتوعية لاعبيها في قانون كرة القدم وعدم الوقوع في اخطاء قد تكلف الفريق الكثير.
● ما أبرز المشاكل التي تواجهونها؟
ــــ لا يوجد إنصاف للحكم، ودائماً هو «الشماعة» للجميع، ولا احد يعرف ماذا يتقاضى الحكم، والمشكلة التي نعاني منها ضعف البدلات التي تمنح للحكم الدولي؛ بواقع 40 ديناراً، وحكم الدرجة الأولى 35 ديناراً، والتي لا تتناسب مع المجهود الذي يبذله الحكم في المباراة وقبلها، فضلا عن الضغط النفسي الذي يتعرّض له، وتعتبر الكويت اقل الدول الآسيوية والخليجية في البدلات، ونتمنى في الايام المقبلة الاهتمام بالحكام، متى يتم انصافنا؟.
● ما مطالبكم؟
ــــ لا بد أن يشمل الاحتراف الجزئي الحكام ايضا مثل اللاعبين، خاصة أن جميع الدول ادخلت عنصر التحكيم في المنظومة الاحترافية، ولكى نجذب اللاعبين والرياضيين إلى مجال التحكيم الذي يشهد عزوف البعض منه؛ لضعف المردود وعدم حماية الحكام في حقوقهم.
ضرر كبير
● هل تضررتم من إيقاف النشاط الدولي؟
ـــــ بالطبع، هناك ضرر بالغ على الحكام معنويا وماديا، ويكفي الحرمان من ادارة المباريات الخارجية، واقتصار التعامل مع حكام الكويت على خوض اختبارات اللياقة البدنية فقط (كوبر) للحكام الدوليين مع عدم منح الاشارة الدولية لاي حكم، اي في حالة استمرار الايقاف فلن يصبح هناك حكم دولي في الكويت، ولا يوجد اعتراف من الاتحادين الدولي والآسيوي بهم.
● ما أصعب قرار اتخذته في الملاعب؟
ـــــ في نهائي كأس سمو الأمير الموسم المنتهي، اتخذت اصعب قرارين في مشوار التحكيم؛ الأول احتساب هدف كاظمة، رغم اشارة المساعد إلى أن الكرة مرت خارج المرمى، وفي نفس المباراة ألغيت هدفاً لكاظمة عندما شاهدت دفع فابيانو لمدافع الكويت حسين حاكم، ولله الحمد وُفِّقت في القرارين.
رفع الايقاف
● ما طموحاتك في المستقبل؟
ـــــ أتمنى رفع الايقاف عن الكرة الكويتية، لكي يعود المنتخب ونعود كحكام إلى ادارة المباريات الخارجية، وأطمح إلى أن أشارك في ادارة مباريات كأس العالم 2022 التي تنظمها قطر.
● قرار ندمت على اتخاذه، ما هو؟
ـــــ عدم منح مهاجم الفحيحيل نعيم سعد خطأ وركلة حرة مباشرة أمام السالمية، حيث لم أشاهد واقعة الركلة لحجب الرؤية امامي، ولكن رد فعل نعيم والتحدّث معي بأسلوب غير لائق جعلاني أخرج له البطاقة الحمراء، وهنا نعود لثقافة اللاعب وتقبل قرار الحكم.
● بمَ تنصح اللاعبين؟
ـــــ أنصح اللاعبين بالتحلي بهدوء الأعصاب وعدم الانفعال على اي قرار؛ لان اسهل شيء للحكم هو اخراج الكارت، سواء «اصفر» او «احمر»، وعلى الجميع أن يدركوا أن الحكم بشر يخطئ ويصيب، ومن مصلحته الخروج موفقا في قراراته، ويمنح كل فريق حقه كاملا، ولكي نحد من عصبية اللاعبين واعتراضهم فلا بد للاندية أن تضع مبدأ الثواب والعقاب للاعب، لكي تقل هذه الظاهرة، ويلتزم اللاعب ثقافة احترام جميع قرارات الحكم.
رسالة شكر
وجه الحكم سعد الفضلي رسالة شكر إلى رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة فواز الحساوي على منحه الثقة للحكام ودعمهم وإلى اعضاء لجنة الحكام: سعد كميل وعارف أبل وحسين شعبان وغانم السهلي ووليد الشطي، وكذلك إلى جميع زملائي الحكّام الذين بذلوا جهداً جباراً في الموسم الماضي.
