المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

سميرة أحمد: بعض النصوص تهمِّش المرأة

 

اكدت الفنانة الاماراتية سميرة احمد ان المرأة لم تنصف من خلال طرح قضاياها في الدراما الخليجية بشكل صحيح، باستثناء بعض التجارب التي جاءت على يد كاتبات وكتاب يؤمنون بقضاياها، في ظل هيمنة المنتج على عملية الانتاج بشكل كبير، ليفرض اسماء معينة من خلال الاعمال التي يقدمها للساحة، حتى وان كانت ليست بالجودة المطلوبة ولا تحمل اهدافا حقيقية. حول قضايا المرأة والمسرح واعتزالها جاء هذا اللقاء:

لديك ذكريات جميلة مع الراحل فؤاد الشطي في بداياتك الفنية عامة والمسرحية تحديدا حدثينا عنها؟
– ذكرياتي مع الراحل فؤاد الشطي جميلة ورائعة وناجحة، وهو من القامات الفنية والثقافية التي تتلمذت على يديها، وكانت تجربتي معه من خلال مسرحية «هالشكل يا زعفران» رائعة، وهو من الناس الذين فتحوا مدارك كثيرة في ذهني في المسرح بما يعني روح الممثل وتكنيك العمل الفني وادواتي كفنانة، حتى نوع المسرح سواء أكان كوميديا او غنائيا او جادا وهي من الاعمال المهمة التي شاركنا فيها بمهرجان قرطاج في تونس.

سيد الساحة
كيف ترين المسرح بين الأمس واليوم من حيث القيمة والطرح؟
– المسرح تغير مع المتغيرات التي نعيشها في عالمنا والثقافات الجديدة التي تدخل على مجتمعنا والقضايا التي نعيشها، وبالتأكيد سيكون هناك تغيير لكني اعتقد ان المسرح في السابق كان اقوى وافضل، حتى الممثلين كان لهم حضور قوي وكانوا يهتمون بالمسرح لحبهم لهذا الفن المسرحي، ويحبون الجمهور بصدق بعيدا عن المادة والاسم والشهرة، وكان هناك اهتمام حقيقي بما سيقدم للجمهور وهذا امر واضح، ولنتكلم عن المسرح الكويتي الذي انشأته اسماء عظيمة اثروا الساحة الفنية الكويتية والخليجية بشكل كبير، وحتى نحن في الامارات تعلمنا منهم وتتلمذنا على ايديهم، وكذلك دول الخليج الاخرى حيث كان المسرح الكويتي سيد الساحة الخليجية، لذا نتمنى ان تكون هناك اجيال قادمة تنتمي لهذا المسرح وتعشقه وتستمد منه القوة ليعود للمسرح بريقه السابق، مع ان الكويت فيها اسماء مرعبة من حيث القوة في المسرح.
ماذا عن المسرح الكوميدي؟
– المسرح كان جادا وحقيقيا بعيدا عن الاسفاف والتجريح حتى المسرح الاماراتي كانت له اصداء وعطاءات من خلال الساحة الاماراتية والخليجية بعروض مميزة، لكني اتمنى عودة المسرح الذي يحمل قضايانا وهمومنا من دون ابتذال واضحاك الجمهور للضحك فقط، فقد كان الجمهور يضحك في اعمال المرحوم عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح، لكنه كان يضحك برقي من دون اسفاف لان ما كان يقدم هو كوميديا موقف من دون تصنع، وبالنسبة لي المسرح حالة خاصة في حياتي فانا احبه كثيرا وافتقده حقيقة.

بصمة مميزة
كيف تقيمين مسيرة المرأة الفنانة في الخليج؟
– مسيرة المرأة الفنانة في الخليج لا احد يستطيع انكارها، فهناك نساء رائعات قديرات اثرين الساحة المسرحية باعمالهن وادائهن، ومازلن يقدمن اعمالا مميزة بعد ان تركن بصمة من خلال اعمال ملهمة حتى للاجيال القادمة، ليستمدوا منها افكارا لاعمالهم، ومنهم من ابتعد عن المسرح لظروف خاصة او ظروف فنية مثل النصوص التي قد لا تناسبهن، ودخلت اسماء جديدة للساحة المسرحية حتى في الامارات، منها اسماء قليلة قدمت اعمالا جادة وتركت صدى كبيرا، لكن كل الظروف التي مر بها المسرح في الخليج بشكل عام هي نفسها الظروف التي اثرت في حضور المرأة في المسرح، لذا اتمنى ان تحصل المرأة على دور حقيقي وحضور كبير في العمل المسرحي، لان النصوص التي تكتب تهمش دورها ولا تعطيها حقها في البطولة المطلقة كما كانت في السابق، لذا اتمنى ان تكون هناك نصوص تستطيع من خلالها ان تستعيد المرأة دورها الحقيقي من خلال المسرح.

تجارب مسرحية
اين وصلت المرأة الفنانة في مسيرتها الفنية في الخليج من وجهة نظرك من حيث موقعها بين قريناتها العربيات؟
– الفنانة العربية ايضا تمر بالظروف نفسها التي مرت بها الفنانة الخليجية، لكن كل هذه الظروف بالتأكيد ممكن ان تفجر في نفوسهن تجارب مسرحية من نوع مختلف، وهذا شيء جميل عندما نتعايش مع القضايا الانية التي نعايشها منها اسماء مميزة مثل الفنانة القديرة منى واصف، لكن الدراما التلفزيوينة اثرت في ابتعاد اسماء كبيرة عن المسرح.
– هل انصفت الدراما الخليجية المرأة من حيث طرح قضاياها؟
– الدراما الخليجية لم تنصف المرأة، مع ان هناك اقلاما قدمت المرأة بشكل جيد منها الكاتبة وداد الكواري وهبة حمادة، على سبيل المثال، وقد عززت هذه الاسماء من دور المرأة الخليجية واثرتها وقدمت اعمالا جيدة، الى جانب كتابات جمال سالم التي قدمت المرأة بشكل جيد في الامارات، في حين بتنا على الجانب الاخر نشهد اعمالا تقدمها المرأة لمجرد الظهور، والمنتجون يفرضون على هذه الفنانة ما يريدون بعيدا عن الرسالة التي ترغب هي في تقديمها، فتشابهت الاعمال والقصص وكذلك الاداء، ومن الضروري ان تسعى المرأة لتقديم ما تحب من اعمال تحتوي على رسالة او هدف تنشده، خصوصا في الكويت التي تمتلك طاقات فنية رائعة من النساء.
قرعت جرس إنذار بقرار اعتزالك فما السبب وما النتيجة بعد هذا القرار؟
– سبب اعتزالي هو انني من الجيل الذي احترم كثيرا عقل المشاهد، لا أقبل ان اقدم عملا لملء ساعات البث من دون ان يكون فيه ما يثري المشاهد ويحترم عقليته ويضيف للمجتمع، وهذا كان السبب، الى جانب ان الوضع السائد هناك عرض وطلب وشروط للمنتجين بنماذج معينة يتعاقدون معهم في اعمالهم، ونصوص تكتب لهذه النوعية، وقليل جدا ان نجد نصا مكتوبا بشكل جيد من دون ان يكون مكتوبا بهدف لشخصيات محددة، ومن هذا المنطلق اشد على يد الفنانة سعاد عبدالله لكونها تتعاون مع هبة حمادة لتقدم اعمالا مميزة للمرأة، الامر الذي نفتقده هنا في الامارات لعدم وجود نساء يكتبن للمرأة، الى جانب الخلط ما بين القيم والاخلاق والاهداف، واختلط الحابل بالنابل ولم يعد لنا كاسماء وعقول مكان، وهذا الكلام اخص به نفسي، لذا قررت اعتزال الفن لكني موجودة كإعلامية وقد اكون منتجة منفذة لتقديم اعمال محترمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى