المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

شوارع الديرة الخالية … «تعور القلب»

المصدر:الراي

بأكف ضارعة وقلوب تخفق بحب الكويت وترابها، وبعيون شاخصة وعقول تفكر في المستقبل… توقف الكويتيون أمام مقاطع مرئية وثقت خلو شوارع الديرة من حركة المشاة والمركبات. عدسات الكويتيين جالت وصورت ووثقت المباني والمحلات والكراسي المقلوبة في المطاعم، بعد أن خلت من البشر، ولسان حالهم يقول لن يدوم هذا الوضع طويلاً وحتماً ستعود البسمة لوطن النهار.
ورغم أن المقاطع المرئية للشوارع الخالية في دول مختلفة حول العالم قد انتشرت في موازاة مع المقاطع الكويتية، إلا أن الكويت تبقى مختلفة بتعاملها الواعي مع أزمة «كورونا»، فقد سبقت دول العالم في توفير الحجر الصحي الفندقي وتأمين خدمات خمس نجوم للمحجورين، من المواطنين والمقيمين، ومتابعتهم طبياً حتى تماثلوا للشفاء لتعلن الخطة الكويتية في التعامل مع هذه الجائحة للعالم أجمع أن «الكويت تغرّد وباقي الدول ترتوت».
وصاحبت تلك المقاطع الأغاني التي تثير الشجن وتبعث على الحنين لتقبيل حوائط المباني، في وقت يُنصح فيه بمنع تقبيل البشر، فعلى صوت المطرب الكويتي الراحل عوض دوخي وهو يترنم «والله يا يبه ييت أنا القنطرة رهيتها تجري»، استعاد الكويتيون حكايا الأجداد من الباحثين عن اللؤلؤ، فها هي الناشطة الحقوقية الدكتورة ابتهال الخطيب كشفت عن شجنها قائلة في تعليقها على مقطع للشوارع الخالية «أول مرة أواجه مشاعري منذ بداية هذه المعضلة الانسانية، هذا الفيديو فجــــر كل مــــا في القلب، الله يحفظكم ويجمعنا مجددا على خير في كل أنحاء الكويت».
وفي موازاة هذا الشجن والحنين، كشفت الشوارع الخالية عن وعي الكويتيين والتزامهم بالإجراءات الاحترازية ووقوفهم صفاً واحداً خلف حكومتهم وقيادتهم السياسية، التي أعطت درساً في كيفية التعامل مع الأزمات، وأماطت اللثام عن معدنهم الأصيل، وقوة عزيمتهم وإيمانهم بأن الله سيبدل العسر يسراً وسيبزغ فجر الأمل عاجلاً غير آجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى