من سرق ديناراً وتم حبسه قد يجد تعاطفاً من الآخرين؛ لأنه لم يسرق مبلغاً كبيراً، لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى القانون الذي يطبق العقوبة نفسها على الجرم الصغير والكبير. كثير من الناس لديهم معتقد بأن الذنب الذي يقترفونه إن كان صغيراً، فإن عقوبته ستكون صغيرة أيضاً، ومن المحتمل أن يتم عدم النطق بالعقاب؛ لأن الجرم لا يستحق. لكنّ من يسرق ديناراً ومن يسرق مليوناً، في لغة القانون، هو «سارق»، وفي صحيفته الجنائية لا تتغير التهمة، وربما تفقده التوظيف في المستقبل، وتصبح هناك سابقة لديه.
واحدة من قضايا الاستهزاء بالجرم، هو ما قامت به رئيسة قسم في إحدى الجهات من خلال تزويرها «طبية» جعلت لنفسها حقاً مشروعاً في الغياب لمدة شهر، لكن بعد فترة تم اكتشاف أن هذه الطبية غير صحيحة، فتمت إحالتها إلى جهات التحقيق.
وبعد استمرار التحقيق واستجواب المتهمة، وإحالة القضية إلى المحاكمة، صدر الحكم بحبسها لمدة 7 سنوات وبعزلها من وظيفتها؛ لأنها استولت على المال العام بغير وجه حق، حيث استفادت من الطبية وحصلت على راتب بلا عمل!
لذلك، «لا تستصغر جرمك»، لأن مسطرة القانون واحدة.
