المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

عاصفة سياسية في واشنطن عقب إقالة مدير «أف بي آي»

في خطوة قد تزيد من إرباك المشهد السياسي المنقسم في الولايات المتحدة، أقال الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي، مطيحاً الرجل الذي يقود تحقيقاً واسع النطاق بشأن وجود صلات محتملة بين روسيا وفريق حملة سيد البيت الأبيض الانتخابية.
وقالت إدارة ترامب إن سبب الإقالة يعود إلى تعامل كومي الخاطئ في التحقيق في اختراق البريد الإلكتروني للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وفي تحرك أثار صدمة وشبهه البعض بفضيحة ووترغيت التي أطاحت الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، أخبر الرئيس الأميركي كومي بأن مكتب التحقيقات الفدرالي بحاجة إلى قيادة جديدة وأنه ينهى خدماته «بشكل فوري».
وقال ترامب في تغريدة «سيتم تعيين شخص في منصب كومي يقوم بعمل أفضل بكثير ويعيد إلى أف بي آي هيبته».
وأضاف في تغريدة أخرى «لقد خسر كومي ثقة الجميع في واشنطن من المعسكرين الجمهوري والديموقراطي. عندما تهدأ الأمور سيشكرونني».
واستغل ترامب الرسالة كذلك محاولاً النأي بنفسه عن الفضيحة المتعلقة بتدخل روسيا في الانتخابات. وكتب في هذا السياق «أقدّر بشكل كبير أنّك أبلغتني، في ثلاث مناسبات مختلفة، بأنني لم أكُن موضع تحقيق».
وأكد البيت الأبيض أن البحث عن خليفة لكومي سيبدأ على الفور، لافتاً إلى أن الرئيس ترامب كان يفكر بهذا القرار منذ أسبوع مضى.

شوكة في الخاصرة
ويتم عادة تعيين مديري أف بي آي لمدة عشرة أعوام. ويذكر أن كومي «56 عاما» كان مقرباً من الجمهوريين، لكن الرئيس السابق الديموقراطي السابق باراك أوباما هو من عينه في منصبه قبل أربع سنوات.
وبقيادة كومي توصل «أف بي آي» إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى الضوء الأخضر لحملة واسعة تهدف إلى قلب نتيجة الانتخابات العام الماضي لتصب في مصلحة ترامب. ومنذ بدء عهد ترامب، شكل رئيس أف بي آي المُقال شوكة في خاصرة الرئيس.
ومؤخراً أكد أن الوكالة تحقق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية وتحديداً في احتمال حصول تعاون بين فريق حملة ترامب وموسكو.
وأثار قرار ترامب بداية إبقاء كومي في منصبه الدهشة في أوساط المنتقدين الذين رأوا في القرار مكافأة ضمنية على دوره في التقليل من فرص كلينتون خلال الانتخابات.
ولكن في غضون أشهر، عاد رئيس أف بي آي مجدداً إلى الواجهة وهذه المرة مستهدفاً ترامب.
وخلال شهادة أدلى بها أمام الكونغرس الشهر الماضي، تحدى كومي الرئيس بشكل علني رافضاً ادعاءه المفاجئ بأن أوباما كان يتنصت عليه.
ورغم نفي ترامب للاتهامات بأن فريقه تعاون مع موسكو واعتبارها «أخباراً كاذبة»، فإنه بات واضحاً بشكل متزايد أن كومي كان وضع مسألة التدخل الروسي في الانتخابات نصب عينيه وهي مسألة تلقي ظلالاً على رئاسة ترامب منذ بداية عهده.
وقد علم كومي بإقالته من القنوات التلفزيونية حيث كانت لديه محاضرة في مكتب التحقيقات الفدرالي في فرع لوس أنجلوس، فقام بالاتصال بمكتب التحقيقات الرئيسي في واشنطن الذي أكد له الخبر.
وأثارت الإقالة عاصفة سياسية كبيرة بينما البلاد لا تزال ترزح تحت وطأة انقسام  في الشارع أعقب فوز ترامب في انتخابات الرئاسة.
وندد الديموقراطيون وسخروا من الإقالة، مؤكدين أن كومي كان قد اقترب جداً في التحقيق من البيت الأبيض وعلاقته بروسيا في الانتخابات الماضية، لذا تمت إقالته. واعتبروا ما جرى بأن يشبه «مذبحة ليل السبت» عام 1973 التي أقال فيها الرئيس ريتشارد نيكسون مدعياً خاصاً مستقلاً هو أرشيبالد كوكس كان يحقق في فضيحة ووترغيت.
وقال العضو الديموقراطي البارز في لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب جون كونيرز: «الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترامب يزيل تماماً أي مظهر من مظاهر التحقيق المستقل في المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية».
أما زميله باتريك ليهي فاعتبر أن الأمر شبيه بـ«النيكسونية» وفضيحة ووترغيت.
وأوضح زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ شاك شومر: «سيدى الرئيس، مع كل الاحترام لكم، أنتم ترتكبون خطأ فادحاً»، مشيراً إلى أنه حذر ترامب من هذه الخطوة عندما اتصل به الأخير لإعلامه بقرار الإقالة. ودعا شومر خلال مؤتمر صحافي في الكابيتول إلى تعيين قاضٍ مستقلٍ كي يتسلم التحقيق حول وجود تنسيق محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية، وهو تحقيق يجريه حالياً مكتب التحقيقات الفدرالي. ورد الرئيس ترامب بتغريدة قائلاً: «شاك شومر الذي يتباكى الآن كان قد صرح مؤخراً، لم أعد أثق به (جيمس كومي). والآن يتصرف وكأنه ساخط».

خيبة أمل جمهورية
كذلك أبدى عدد من الجمهوريين قلقهم، وقال السيناتور جون ماكين: «الرئيس لديه السلطة القانونية لإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالية، لكنني أشعر بخيبة أمل من قرار الرئيس هذا»، مطالباً بلجنة برلمانية خاصة كي تستعرض وتفتح تحقيقاً حول التدخل الروسي في الانتخابات».
ووصف عضو الكونغرس الجمهوري جاستن أماش أجزاءً من رسالة ترامب إلى كومي بأنها «غريبة»، مضيفا «أراجع مع بعض الموظفين القانون بهدف إنشاء لجنة مستقلة حول روسيا».

نقل الديموقراطية الأميركية إلى منطقة مظلمة

اعتبرت الكاتبة في صحيفة اندبندنت جوليان بيرغر قرار الرئيس دونالد ترامب إقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جوزيف كومي الذي كان يحقق في صلات الرئيس المنتخب بالحكومة الروسية بأنه نقل الديموقراطية الأميركية إلى منطقة مظلمة وخطيرة. وقد تبنى هذا التقييم عدد من زعماء الحزب الديموقراطي والمراقبين القانونيين والخبراء في شؤون الأمن لدرجة أن قارن بعضهم بين هذا القرار وفضيحة ووترغيت في عهد الرئيس نيكسون وأسوأ اشكال الدكتاتورية.
وقالت في تقرير لها من واشنطن إن الذين يتولون هذا المنصب يحظون بولاية تمتد إلى عشر سنوات، وذلك لتحصينهم من التدخلات السياسية، وأضافت أن من النادر جداً أن يتم عزلهم، وكانت آخر مرة حدث ذلك قبل 24 عاماً حين أقال الرئيس بيل كلينتون وليام سيشنز بسبب تقارير عن أنه استغل منصبه لأغراض شخصية.
وأشارت إلى أن إقالة كومي جاءت في ظروف مغايرة، إذ جاءت عشية تقرير لـ «سي إن إن» بأن النائب العام أصدر مذكرات استدعاء في إطار تحقيقاته بصلات فريق ترامب بالمسؤولين الروس وبعد أن أكد للكونغرس بأن أكثر من شخص روسي كانوا على صلة بحملة ترامب، وفقاً لمكتب التحقيقات الفدرالي.

الإقالات في واشنطن.. هؤلاء سقطوا في عهد ترامب

شهدت إدارة الرئيس دونالد ترامب حركة استقالات وإقالات منذ الشهر الأول لها بالبيت الأبيض، كان بعضها مثل إلقاء أكياس الرمل لمساعدة منطاد ترامب السياسي على التحليق بعد ضغوط سياسية من الخصوم.

وزيرة العدل بالوكالة
بعد 10 أيام فقط من توليه السلطة، أقال الرئيس ترامب وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس، أكبر محامية عن الحكومة الاتحادية، في 30 يناير، بعد أن رفضت الدفاع عن قوانين منع السفر على رعايا 7 دول ذات أغلبية مسلمة.

مسؤول الهجرة والجمارك
بعد ساعة فقط من إقالة ييتس، أقال ترامب المسؤول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل وعيّن مكانه توماس هومان، على ذات الخلفية.

مستشار الأمن القومي
لدى تعرّض إدارته لأكبر هزة سياسية بسبب الكشف عن اتصالات لمستشار الأمن القومي مايكل فلين مع الروس أثناء الانتخابات، اضطر ترامب إلى النأي بجانبه عن فيلين الذي استقال في 13 فبراير 2017.
واتهم فلين بمناقشة موضوع العقوبات الأميركية مع السفير الروسي في الولايات المتحدة، وقالت تقارير إنه ضلل مسؤولين أميركيين بشأن محادثته مع السفير الروسي.

عضو مجلس الأمن القومي
عيّن ترامب ستيف بانون عضواً في مجلس الأمن القومي في 28 يناير، لكنه قام بعزله من المجلس في 5 أبريل 2017.
ورغم أن بانون كان من المقربين جدا من ترامب وتولى منصب رئيس الموظفين التنفيذيين في الحملة الانتخابية له، فإن مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكمستر لم يكن مرتاحاً في التعامل مع بانون ضمن أكثر الدوائر حساسية بالبيت الأبيض، وفق ما تحدثت تقارير إعلامية.
وكان تعيين بانون، صاحب موقع «بريتبارت نيوز» اليميني الذي يوجه انتقادات لاذعة للطبقة السياسية الحاكمة قد أثار جدلا كبيرا واحتجاجات على ما اعتبر «تسييسا» للمجلس.

مدير مكتب التحقيقات الفدرالية
أعلن البيت الأبيض في 9 مايو أن الرئيس ترامب أقصى جيمس كومي من منصبه مديراً لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي). وجاء قرار إقالة كومي، بناء على توصيات من وزير العدل جيف سشنز. (سكاي نيوز عربية).

«الكرملين»: الإقالة قضية داخلية

بعد ساعات على إقالة جيمس كومي، أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي الأربعاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وصرح لافروف لتلفزيون روسي «بأن الأميركيين بحاجة مثلنا إلى هذا الاجتماع». ولافروف الذي لم يزر واشنطن منذ 2013، أكبر مسؤول روسي يلتقي ترامب منذ توليه مهامه في يناير. من جهته، اعتبر الكرملين أمس أن إقالة كومي «قضية داخلية»، معبرا عن أمله «في ألا يترك ذلك أي تأثير» في العلاقات بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى