المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

عاملات بنظام الساعات.. ضحايا سماسرة إقامات

القبس

لم تكن فاطمة، وهي من الجنسية الهندية تعلم أنها ستكون ضحية الجشع وحب المال، فمن سرقها ويستغل قوتها وحياتها وقوتها على الحياة لم يكن واحدا بل أكثر من ذلك، ورغم ذلك فإنها وزميلاتها امتهن العمل بنظام الساعات في بعض المنازل للإيفاء بمتطلبات الحياة، حيث تركن أسرا لهن في بلادهن تنتظر منهن نفقات شهرية.

حكاية فاطمة كغيرها من الحكايات التي روتها لـ القبس بعض العاملات المنزليات القادمات إلى البلاد، ويعملن وفق نظام الساعات، غير الرسمي والمخالف للعقود، حيث اجمعن أن قدومهن إلى الكويت كان باتفاق مع وكالات تشغيل في الخارج مقرها داخل بلادهن، ودفعت كل واحدة من هؤلاء العاملات نحو 300 دينار لقاء فرصة عمل في الكويت.

الـ 600 دينار التي دفعتها فاطمة وصديقتها لتشمي، وكل واحدة من فتيات أخريات في الهند لم تكن المبلغ الأخير، فمبجرد دخولهن الكويت للعمل وفق العقد المبرم معهن لدى إحدى شركات النظافة كان الشرط أن تتقاضى الواحدة منهن مبلغ 70 دينارا من 120 دينارا موجودة في العقد الاساسي مقابل توفير سكن جماعي لهن في منطقة خيطان.

وأشرن إلى أن الموافقة على 70 دينارا شهريا والسكن غير الآدمي في حينها كان مقابل حصول العاملة على الحرية من الشركة والعمل بعد الدوام الرسمي في المنازل وفق نظام الساعات، أي ان الاتفاق غير مكتوب بين الطرفين، وهو ما يسمى باتفاق تحت الطاولة.

ترك السكن

وأضفن: بعد 3 أشهر فقط تركنا السكن غير الآدمي، وكنا 8 عاملات واستأجرنا شقة في إحدى العمارات السكنية في خيطان تحتوي على 3 غرف وتدفع كل واحدة نحو 40 دينارا شهريا.

وسردت فاطمة ولتشمي القصة التي تتشارك فيها باقي زميلاتهن بالقول: يبدأ يومنا عند الثالثة فجرا، حيث يأتي باص شركة النظافة ويحملنا إلى مكان العمل الاساسي وفق العقد المبرم مع وزارة التربية، ويبدأن العمل في الرابعة والنصف فجرا داخل المدارس بتنظيف دورات المياه والصفوف الدراسية ومكاتب المدرسات والإدارة.

وتابعن: نعمل حتى الساعة 2 ظهرا، ومن ثم تحملنا حافلة النقل مرة أخرى، وتنقلنا إلى منطقة السكن، ونصل في حدود الثالثة عصرا، لنأخذ قسطا من الراحة لمدة ساعة تقريبا ثم نبدأ عملنا الآخر في 4.30 عصرا في منازل بالمنطقة ذاتها.

وعن الأجور الشهرية التي تتقضاها كل منهن أشارت العاملات إلى أن الحياة صعبة جدا، ولا وقت لأي شيء، وأن العمل يصاحب اليوم بأكمله، مبينات أن العمل يستغرق نحو 15 ساعة يوميا والأجر زهيد.

وقالت العاملات: العائلات المقيمة في البلاد تحتاجنا أكثر من المواطنين، حيث تفضل الفئة الأخيرة العمالة التي تعمل داخل المنزل وليس وفق نظام الساعات، لكن الأسر المقيمة تحتاج عاملة منزلية تأتي إليها من يومين إلى 3 أسبوعياً.

وأكدت العاملات أنهن وقعن ضحايا لتجار الإقامات، ومن ثم لم يكن أمامهن سوى العمل بالساعات.

 شبهة اتجار بالبشر

اعترفت مصادر حكومية بصعوبة إلقاء القبض على العمالة المنزلية التي تعمل وفق نظام الساعات بشكل فردي، لكن جرى مؤخرا القبض على افراد يستغلون متغيّبات للعمل وفق نظام الساعة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، حيث ترقى مثل هذه الاعمال إلى شُبهة اتجار بالبشر.

وأضافت: إن هيئة القوى العاملة تتابع مواقع التواصل الاجتماعي واعلانات الترويج الخاصة بالعمل في نظام الساعات، لا سيما الشركات غير المرخّصة لذلك، مبينا أن هناك شركات تملك تراخيص شركات نظافة منزلية وتوفّر عمالة من جنسيات مختلفة، سواء رجالا او نساء، وتقدّم خدمات تنظيف للمنازل والشاليهات والفلل والمجمعات التجارية وغيرها، وهو أمر قانوني.

أكثر من منزل

ذكرت بعض العاملات أنهن يعملن في أكثر من منزل لتوفير متطلبات الحياة والحصول على أجر يكفي.

عاملات أخريات أكدن لــ القبس أنهن، ومنذ دخولهن البلاد، رفضن العمل وفق العقد المبرم مع شركات النظافة او الصالونات او غيرها من انواع العقود، التي جُلبن عليها، نظرا الى أن الرواتب التي يتقاضينها لا تتعدى 100 دينار شهريا مقابل أكثر من 10 ساعات عمل يومياً.

وهو الأمر ذاته الذي أكدته عاملات أخريات جِئن إلى الكويت للعمل في المنازل، وتحت كفالة مواطنين، حيث بدأ مسلسل الاستغلال لهن بمجرد الوصول، حيث كانت الخيارات محددة بتوجُّهين: الأول مرتبط بالعمل في حضانة، يمتلكها الكفيل في الفترة الصباحية، والثاني دفع 450 ديناراً سنويا مقابل الحرية والعمل في المنازل المحيطة في منزل الكفيل، ومن ثم العودة للنوم فيه.

%35 من المخالفين عمالة منزلية

ذكرت مصادر مسؤولة أن فرق التفتيش التابعة للهيئة العامة للقوى العاملة تنفّذ يوميا حملات على العمالة المخالفة في المشاريع والمجمّعات التجارية والأنشطة المتنوّعة في البلاد، وحتى في الأسواق العشوائية والعمالة الجائلة.

وأكدت المصادر أن أكثر من %35 من العمالة، التي يُلقى القبض عليها وتحويلها إلى مباحث الإقامة، هي من العمالة المنزلية ومن الرجال، حيث يجري التواصل مع كفلائهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

5 ساعات يومياً

قالت العاملات المنزليات: إن العمل داخل المنزل لا يقل عن 5 ساعات، مبيّنات أنهن يحصلن على أجر شهري، يصل إلى 100 دينار في حال كان العمل في جميع الايام، باسثنتاء يوم الجمعة، او 130 ديناراً مقابل 7 أيام عمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى