المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

فتشوا بين الاسطر..

بقلم ✍️د. محمد العماري الفيتوري – طرابلس ، ليبيا.

الدين عقيدة ، الوطنية عقيدة ، القومية عقيدة، الثورة عقيدة، مهما اختلفنا فيما بيننا حتى لو التقينا عند مصطلح العقيدة، العقيدة جاذبة وقوية واحيانا تكون اقوى من الدم، بالطبع انصار هذا الراي او هذه العقيدة ينتزعونها من تلكم الذين يخالفونهم، الكفر نوع من الدين يطلقه اهل الدين على من لا ينتحل نحلتهم ولا يدين بديانتهم، الكفر هو الستر فهو تغطية دين بدين آخر، التراب الذي يغطي البذرة يسمى الكفر، اعي جيدا انَ بعضاً يتحسس من كلمة دين ومن عقيدة او أيديولوجيا، تحسس في غير محله.

المشرك ليس هو الشخص الذي لا يؤمن بالله، إذ الذين وقفوا في وجه عيسى وموسى وإبراهيم هم مشركون وليسوا ملحدين، وهم متدينون لأرباب كثيرة، ومعلوم ان الشرك اقدم أنواع الأديان، السامري لم يكن بلا دين وقد قاد اعتى قوة جابهت رسالة النبي موسى والحق بها اشد الضربات، استغل غياب موسى وحرَّض الذين آمنوا به على خروج الناس على رسالته، جهالة الناس الذين اقنعهم موسى بعبادة الله استبدلت عبادة الله بعبادة عجل السامري.
الذين خرجوا على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في بدر وأحد والطائف ومكة، هم متدينون بغض النظر عن نوع هذا الدين، بل هم قريشيون عرباً من اهل محمد، وهم انفسهم خرجوا على علي بن ابي طالب .. ليست كل الأديان تحمل رؤى تحررية لإرادة الانسان مثلما جاءت بها رسالة النبي محمد، الانسان يبحث عن تخلصه من قيد الحاجة، الدين ليس هو غاية الانسان بل غايته امتلاكه لحاجته، الاشباع الروحي حاجة للإنسان وهو رافض الى الابد الخضوع للأخر.
نهض موسى ثائراً ضد الثلاثي الرأسمالي قارون، والكاهن الديني السامري بَلْعَمْ، وفرعون السياسي المحتكر لإرادة الناس، الطبقة التي عاندت عيسى هي نفسها التي تواطأت مع قيصر الروم للقضاء على دين التوحيد، وهي نفسها التي كانت تقف في وجه موسى، ألمْ يكن الذين رفعوا المصاحف على اسنة الرماح، هم انفسهم القريشيون تصدوا للنبي محمد وهو يخرجهم من عبادة الاصنام الى عبادة الله؟.
الذين خرجوا في 17 فبراير هم أنفسهم الذين خرجوا ليلة الفاتح من سبتمبر يؤيدون الثورة، ومعلوم ان اول برقية تأييد جاءت من اهل سوق الجمعة، وفي 17 فبراير 2011 هم أنفسهم اول من ناصر فبراير، أمناء لجان شعبية عامة في سبتمبر الأمس، هم اليوم أنفسهم وزراء في مجلس وزراء اليوم، اقسموا بالأمس الاَّ يخونوا الراية الخضراء، يقسمون اليوم بان لن يخونون علم فبراير.. فتشوا ماذا تجدون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى