المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

قيادات شابة بمستوى المسؤولية

• بقلم: إياد الإمارة

انا مع الخبرة لأنها ضمان النجاح ولكن لا يعني ذلك أن الخبرة موجودة فقط وفقط عند كبار السن والأعمار المخضرمة، هذا غير واقعي فكم من شاب ماهر يمتلك من الخبرة والحكمة والحنكة ما لا يمتلكها شيوخ كبار في السن لم يُحسنوا استثمار أعمارهم كما ينبغي، ويوجد من كَبُرَ وكَبُرت معه تجربته ولا يزال يشار له بالبنان..
في عراق ما بعد (٢٠٠٣م) اتخمنا بكبار سن شكلوا الطبقة السياسية العراقية برمتها ذلك إن أغلب رموز ونخب المعارضة هم من كبار السن الذين افنوا زهرة شبابهم في الصفوف المحتشدة لمقارعة الطاغوت ولا نجد بينهم شابا الا في النادر، لم تتح العملية السياسية في العراق مجالا للقيادات الشابة كما ينبغي وبقيت محافظة على مواقعها التي لن تتمكن “بايلوجيا” من أداء مهامها كما ينبغي لفترة قادمة قريبة -مع تحفظي على كلمة “مهامها” التي قد تُثير جدلا طويلا ونقاشا أطول- والأهم من ذلك أن هذه القيادات المخضرمة لا تريد أن تُعطي خبراتها أو أماكنها للطاقات الشابة تحت شعار (المُلك عقيم: وأي عقم هو)..
التجربة أثبتت أن لدينا طاقات شابة واعدة يمكن أن نعول عليها لأن تكون قيادات أكثر أداء وعطاء من بعض “شيوخ” السياسة الحاليين، والامثلة كثيرة على هؤلاء ولا أريد أن اذكر هذه الأمثلة لكي لا يتهمني طرف من الأطراف بأني متحيز لفلان أو لآخر فشعبنا حساس أكثر من اللازم حساسية تنقصها الدقة والحكمة..
مع ذلك أنا أرى من الضرورة بمكان أن ندعم قياداتنا الشابة في مضماري العمل السياسي والأداء الحكومي بكل ما نملك من قوة، لا نتطير إن أخطأ أو اخفق أحدهم بل نعمل على تقويمه هذا اذا كانت لدينا مقومات التقويم، لنشد من ازرهم واحدا واحدا بلا استثناء عربا كردا تركمانا سنة شيعة ديانات أخرى، لا نتوقف عند قومية أو مذهب أو ديانة أو منطقة، الشباب أكثر مطواعية وقلوبهم غير ملوثة بأحقاد التفرقة والضغينة، ولعلهم ارتشفوا من مناهل المهنية أكثر من أي شيء آخر وخصوصا أحابيل السياسة ودهاليزها المظلمة التي لم يجن منها العراق الا الخراب والدمار ونقص الخدمات..
لنكن مع الشباب فهم الأمل بعراق لا توجد فيه منغصات الأمس واليوم.
لنكن مع الشباب لعل القادم أفضل والله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى