أعلنت القيادة السياسية لإقليم كردستان العراق، أمس، استعدادها لإجراء حوار مباشر مع الحكومة العراقية، بناء على مبادرة المرجع الديني علي السيستاني، معتبرة إياها خطوه مهمة للمحافظة على المبادئ، من منطلقها في حماية السلم والأمن الاجتماعي ونبذ العنف والتهديد.
وقالت القيادة في بيان: «نحن ممثلي أكثرية الأحزاب الكردستانية، والمتمثلة في (القیادة السیاسیة لكردستان العراق)، نعرب عن ترحيبنا لدعوة سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني». واعتبرت القيادة «المبادرة خطوة مهمة للمحافظة على المبادئ، من منطلقها في حماية السلم والأمن الاجتماعي ونبذ العنف والتهديد»، مشيرة الى ان «دعوة المرجع الأعلى بالعودة الى الحوار تتطابق تماما مع ما ذهبنا إليه، وهو أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا والمسائل العالقة بين بغداد وأربيل»، مبدية استعدادها لـ «المباشرة بإجراء مفاوضات جادة مع الحكومة العراقية، بناء على المبادرة الكريمة للمرجعية».
وأعلن، أمس الأول، عن تشكيل «القيادة السياسية لكردستان العراق» بعد حل «المجلس الأعلى للاستفتاء»، وتضم القيادة أحزابا كردستانية، أبرزها الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني.
لوم واشنطن
من جهة ثانية، دعا الناطق الرسمي باسم رئاسة الإقليم الولايات المتحدة الى اعادة النظر في موقفها ازاء الاستفتاء: «نتمنى ان تراجع الولايات المتحدة موقفها وان تؤيد المطالب الشرعية لشعب اقليم كردستان وان تشارك في المباحثات السلمية بين اربيل وبغداد». واضاف: «نود ان نبلغ الجميع مدى استياء وامتعاض شعب كردستان من البيان الذي صدر الجمعة الماضي من قبل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون حول استفتاء استقلال كردستان على الرغم من الدعم المستمر والتأييد الدائم لهذا الشعب للولايات المتحدة، وبالأخص في الحرب ضد داعش وحرب اسقاط نظام صدام حسين».
يذكر ان تيلرسون قال ان بلاده لا تعترف بنتيجة الاستفتاء وإن «التصويت والنتيجة يفتقران الى المشروعية ونحن نواصل دعم عراق موحد وفدرالي وديموقراطي ومزدهر».
موقف الجامعة
بدوره، أكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط رفض الجامعة العربية للاستفتاء.
وذكر بيان حكومي ان ابو الغيط شدد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على اهتمام الجامعة الكبير بالاوضاع في العراق وبالحرب على الارهاب والحفاظ على وحدة البلد، مجددا موقف الجامعة الرافض للاستفتاء. وأكد استعداد الجامعة «للاضطلاع بأي دور ممكن لتسهيل نزع فتيل أزمة الاستفتاء وايجاد حلول لها على أساس الأخوة العربية الكردية وفي اطار احترام الدستور العراقي ووحدة العراق».
وزار بو الغيط بغداد واربيل قبل الاستفتاء في محاولة لتأجيله إلا ان ادارة الاقليم مضت فيه على الرغم من المطالب الاقليمية والدولية.
بغداد غاضبة
إلى ذلك، دعا الناطق باسم الحكومة العراقية السلطات الكردية الى «ايقاف التصعيد والاستفزاز» في المناطق المتنازع عليها التي سيطر عليها الاكراد بعد يونيو 2014، مجددا مطالبة الإقليم بإلغاء نتائج الاستفتاء والدخول في حوار جاد مع بغداد.
وقال سعد الحديثي: «على الاقليم ايقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها من قبل الاقليم». وتابع ان «حركة قطعات قوات البشمركة التي كان من المفترض ان تكون بشكل مؤقت في المناطق التي تحررت في الموصل، يجب ان تنتهي، لأنها تشكل استفزازا».
ميدانيا، أعلن الاعلام الحربي السيطرة على ناحية الرشاد جنوب شرقي قضاء الحويجة غربي محافظة كركوك، بعد أن طردت منها تنظيم داعش.
وقال النقيب في شرطة كركوك حامد العبيدي، للأناضول، إن «قوات من مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، نجحت باستعادة السيطرة على ناحية الرشاد بالكامل، بعد معارك عنيفة استمرت ساعات مع عناصر داعش».
من ناحيته، أفاد الجيش الاميركي بمقتل عسكري من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش في العراق عند انفجار عبوة على جانب الطريق.
ولم يحدد بيان الجيش جنسية الضحية. وقال ان العسكري «قتل واصيب ثان بجروح عندما انفجرت عبوة يدوية الصنع بعربتهما في الاول من اكتوبر في العراق». (السومرية. نيوز، الأناضول، أ ف ب، رويترز)
