قد لا يبدو مفاجئا ان يحتل خبر مصادرة الدولة لمولد كهربائي لم يلتزم صاحبه بتركيب العدادات بحسب الخطة التي أعدها وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري مقدمات نشرات الاخبار في زمن القحط السياسي. فـ«الدولة» تستشعر انها بحاجة الى «انجاز» ما يعيد الثقة إلى المواطن بأن ثمة مؤسسات تسهر على مصلحته وحقوقه. أما عرقلة التشكيلة الحكومية التي استنزفت حتى اليوم اكثر من نصف سنة، مع ما استتبع هذه العرقلة من تبخر الوعود بقروض مؤتمر «سيدر»، وتفاقم الدين العام، وعجز في الموازنة العامة بلغ حد الخشية من عدم القدرة على سداد رواتب الموظفين، فهذا كله يحتمل التسويف والمماطلة.
في هذا الاطار، زار وزير المال علي حسن خليل رئيس الجمهورية ميشال عون، وعرض معه الأوضاع المالية في لبنان. وبعد اللقاء، اشار خليل الى ان ما يقال عن الرواتب والاجور كلام اعلامي، مؤكدا ان الدولة ووزارة المال ملتزمتان بشكل كامل بدفع المستحقات، من دون ان ينفي «اننا امام تحد كبير جدا»، مطالبا بالاسراع في تشكيل حكومة.
وفي ما يتعلّق بالملف الحكومي الذي اتعاد جزءا من ديناميته مع اعلان وزير الخارجية جبران باسيل عن ثلاثة أفكار يعمل على تسويقها بالتوازي بناء على اقتراح رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لم يظهر أي تغيير جوهري في مواقف الافرقاء.
وأمس، جدد رئيس مجلس النواب تأكيده «ضرورة العمل من أجل تشكيل الحكومة في اسرع وقت»، مشيرا الى «ان هناك محاولة وآليات جديدة لحل هذه المسألة، نأمل ان تؤدي الى النتائج المرجوة». وقال بري «ان البلاد لا يمكن ان تستمر على هذا الوضع، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم والعمل من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجامعة التي تتسع للجميع والتي تقع على عاتقها مواجهة الاستحقاقات والمخاطر ومنها الوضع الاقتصادي».
وفي حين افادت معلومات صحافية بأن بري دعا النواب السنة الى عدم اغلاق الباب أمام المقترح الجديد، بدا اللقاء التشاوري على تشدده. فقد اشار النائب الوليد سكرية الى «اننا ثابتون على موقفنا، ومصرون على تمثيل أحدنا في الحكومة، ولن نقبل الا بوزير منا ايا كانت الطروحات».
على صعيد آخر، عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعا امس في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة المكلف والأعضاء. وطلب الرئيسان عون والحريري من الأجهزة العسكرية والأمنية والإدارات المختصة اتخاذ التدابير اللازمة خلال فترة الأعياد لتسهيل أمور المواطنين والسياح والمغتربين الذين ينوون تمضية الأعياد في لبنان.
