المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

لقاء عباس – السيسي لم يكسر جليد الخلافات

وصفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، مواكبة لزيارة الرئيس محمود عباس إلى القاهرة، محادثاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأنها «صعبة، وأعادت تظهير اتساع الهوة بين الجانبين، حيال الأسباب وموجبات التفاهمات» التي جرى التوصّل إليها بين حركة حماس ومصر، من جهة، وحماس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، من جهة أخرى.
وقالت هذه المصادر لـ القبس إن «نتائج هذه الزيارة جاءت على صورة مقدماتها، ولم تسفر المحادثات عن إعادة الدفء للعلاقة» بين عباس والسيسي، التي توترت منذ أن رفض الرئيس عباس خريطة الطريق التي قدمتها اللجنة الرباعية العربية نهاية العام الماضي، واقترحت فيها إعادة دحلان ومن معه إلى صفوف «فتح» وتنفيذ اتفاق القاهرة للمصالحة مع «حماس».
ووفق هذه المصادر «أبلغ السيسي عباس رفضه الإجراءات التي اتخذها» الأخير، التي يعتبرها عقاباً لـ«حماس» على إصرارها على التفرد بالسيطرة على قطاع غزة، في حين ترى القاهرة أن من شأن هذه الإجراءات أن تلحق أفدح الأضرار بالشعب الفلسطيني في القطاع، الأمر الذي يهدد بانفجاره باتجاه مصر، كما حصل عام 2010.
وأوضحت المصادر أن «الجانب المصري أبلغ عباس أن إجراءات وقف سداد فاتورة وقود محطة كهرباء غزة، وحسم %30 من رواتب الموظفين، وإحالة الآلاف منهم على التقاعد وووقف رواتب مئات الأسرى المحررين، ستؤدي إلى تردي الوضع السيئ أصلاً في القطاع، بما يهدد الأمن القومي المصري، وبالتالي فإن التفاهمات المزدوجة التي جرى التوصل إليها جاءت لمنع انفجار الوضع في غزة». وأشارت المصادر إلى أن القاهرة «أبلغت عباس عتبها لاستفراده باتخاذ القرارات إزاء غزة، من دون التشاور معها، رغم علمه بأن ما يجري في القطاع يعتبر شأنًا حيوياً بالنسبة لمصر».
وبيّنت المصادر أن «عباس حاول شرح قراراته وإجراءاته بأنها ليست موجهة ضد الغزيين، بل ضد حماس، لمنع قيام كيان مستقل ومنفصل في القطاع، خاصة بعد أن قامت بتشكيل اللجنة الإدارية كبديل عن الحكومة الفلسطينية، وأن التفاهمات بين مصر وحماس ودحلان قد تؤدي فعلاً إلى مثل هذا الانفصال الذي سيلقى ترحيباً ودعماً إسرائيلياً، للاستفراد بالضفة الغربية وللطعن بشرعية عباس كممثل للفلسطينيين».
وأفادت المصادر بأن المقاربة المصرية تقوم على انضمام السلطة الفلسطينية إلى التفاهمات من خلال مصالحة عباس ودحلان، بما يعيد لـ«فتح» لحمتها، وإجراء مصالحة ثانية مع «حماس» تُنهي الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، تشارك بها الأخيرة بشخصيات محسوبة عليها ومقرَّبة منها، وليس من قياداتها، حتى لا تتعرض لحصار ومقاطعة دولية.
وخلصت المصادر إلى أن محادثات عباس في القاهرة لم تتمخض عن نتائج ملموسة، ولم تكسر جليد العلاقات بين الطرفين، مشيرة إلى أن القاهرة تعمدت إرسال دفعة جديدة من الوقود لتزويد محطة كهرباء غزة، أثناء زيارة عباس. إلى ذلك، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب بلدة تقع جنوب شرقي بيت لحم، بزعم محاولته دهس جندي إسرائيلي وطعن آخرين. وزعمت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن الشاب حاول تنفيذ عملية دهس ضد جنود الاحتلال وترجّل من السيارة محاولاً طعن أحدهم، فأطلق جنود الاحتلال النار عليه، ما تسبب في إصابته بجروح، استشهد على إثرها، في وقت لاحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى