المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

مذكرات ” كيانٌ مُطْلق ” اصدار جديد للأستاذة هدى الغصن

سعد المالكي – الدمام

أصدرت الأستاذة هدى الغصن كتابها الجديد ” كيانٌ مُطْلق ” الذي لخصت فيه مسيرتها وتجربتها الريادية والقيادية بحرفيه ومصداقيه وشفافيه.

تروي الكاتبة ذكرياتها كحكاية انسانيه تعمقت في كل فصولها بوصف محبك وسبرعميق وسرد سلس واسلوب متقن يجعل القارئ ينسجم في كل محتوياتها وزواياها.

فببصيرة ملفتة تقدم الكاتبه في مذكّراتها الجريئة قصة حياة عامره بالإقدام والمثابرة والشجاعة في مواجهة تحديات إجتماعية وحضارية ومهنية فرضت قيود مصيريه على نساء جيلها في حقبة من الزمن كانت تفتقر فيها المرأة الى ابسط الحقوق، بما في ذلك حقها في تقرير المصير.

تسرد هذه المذكرات الساحرة كيف جردت هدى الغصن قوتها الداخليه في سعيها الحثيث للمساواة والإستقلال بالذات، وتعود إلى ندوب محنٍ جارحة ومكنونات مؤلمه لم تفصح عنها حتى يومنا هذا.

وتميز الكتاب بالجرأة والطرح المباشر بعيدا عن التنميق والتجميل والحذر، موثقا تاريخ ووقائع اجتماعيه لحقبه معينه.

كما ان ما ورد في الكتاب من تأملات وتجارب ثريه يجعل الكتاب اضافة مهمه للسير الذاتيه والتطور الاجتماعي المعاصر، وملهما ومحفزا للكثيرين وخاصة الشباب الجدد للتغلب على المصاعب والتحديات في الحياة العمليه.

ولدت هدى الغصن في العراق و قضت بداية طفولتها في المنطقه المحايده ثم الكويت قبل عودتها الى الرياض مع عائلتها في عام 1970 كانت واحدة من عشرة أبناء و كان والدها محمد بن ناصر الغصن من رواد العقيلات في قوافل الابل للتجاره في بريدة بدايات القرن الماضي.

نشأت مؤلفة الكتاب في البيئه العربيه الذكوريه التقليديه التي يحكمها الرفض الإجتماعي والقمع العقائدي لشخصية المرأة الفرديه وإستقلالها الفكري، إلا انها لم تستسلم ضحية للقيود التي فرضت عليها.

تدفعها إرادةٌ لا تلين، تمكنت هدى من التغلّبت على تمييز ساد ثقافة في جيلها ألغت حقوق المرأة الأساسية، معترفه بتمردها ومقاومتها للتحديات الجندريه، وعدم قبولها ان تؤدي دور الأنثى التقليديه.

ولم تكتفي فقط بالثبات الحازم في وجه المضايقات المتواصلة، بل انها اوقفت كل من حاول ان يحبط عزيمتها عند حده.

شغلت السيده هدى الغصن منصب المدير التنفيذي لإدارة الموارد البشرية في شركة أرامكو السعودية لتكون أول امرأة تتقلد منصب مدير تنفيذي بهذا المستوى.

وكانت من اوائل النساء العاملات في أرامكو في بداية الثمانينات من القرن الماضي ونالت مسيرتها وانجازاتها اهتماما وتقديرا على الصعيد المحلي و الاقليمي و العالمي فصنفت في المركز الرابع بين أقوى النساء العربيات في مجال الإدارة التنفيذية ضمن تصنيف فوربس والمركز السابع في التأثير في مجال الطاقة لعام 2015 في تصنيف أرابيان بزنس، والمركز الأول في جائزة المرأة العربية في مجال الأعمال لعام2014 في السعوديه.

وتم تكريمها محليا وعالميا على انجازاتها في التدريب والتطوير وتمكين المرأه كما حصلت كذلك على عدة جوائز للقيادات النسائيه المتميزه.

تقاعدت هدى من منصبها في شركة ارامكو السعوديه في ديسمبر2017 م بعد خدمة 37 سنه في العمل ومازالت تشغل حاليا عضوية المجالس الاداريه في بعض الشركات في السوق المحليه والموؤسسات الحكوميه.

والآن وللمرة الأولى تصف هدى في مذكراتها الشيقه قصة صعودها من وظيفه روتينيه بسيطه في شركة أرامكو السعوديه كبرى منتجي النفط في العالم، حتى وصولها الى دور فعّال في اعلى مرتبة تنفيذيه وصلت اليها إمرأة في تاريخ الشركة.

يقدم هذا الكتاب نظرة عميقه خاصه عن مسيرة شخصيه مهمه في اكبر شركة في السعوديه ذات إسلوب خاص، وهادئ، وحاسم، شخصية كافحت من أجل نظام منصف للأعتراف بقدرات، وفكر، وشخصية المرأة الفرديه، وإزدهرت في مسعاها نحو هوية لا يحدها زمان ولا مكان.

الكتاب ممتع للغايه وشيق لأبعد الحدود يشكل تجربه ثريه وواقعيه تضيف قيمه لكل من يقرأه.

هدى الغصن شخصية تستحق الإحترام والتقدير، وسيرتها تاريخ مشرف تستحق القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى