بقلم – المستشار محمد القطامين
الانسان السوي ذو العقل الرشيد يسعى دوما لتطوير ذاته بالعلم وعلاقاته وشخصيته ليترك اثر جميل اينما حل وارتحل
ونفوس البشر انواع .. هناك من يرى نفسه بصورة صحيحة .. وهناك من يراها اكبر من قدرها .. وهناك من يستصغر نفسه
ما أجمل ان يثق الشخص بنفسه مدركا قدراته وحجم ذاته وعالما بما يقدمه لنفسه وللاخرين وهذا الشخص الذي يرى نفسه ويراه الاخرين والاهم يراه الله بأكمل صورة ترضى عنه جميع العيون والقلوب
و بعضهم يرى نفسه اكبر من حجمه متظاهرا بالاعتلاء والفوقية وانه الافضل بأمور لا تصل واقعه بشيء
قد يتحدث وينشر كلاما لا يفقه معناه او يدرك خطورته ان كان يحمل افتراء او افتاء خاطئ او اشاعة لانه هناك جهلاء سيصدقون كلامه وتنتشر الفتنة والضلالة .. ويكون هدف ذلك الشخص حب الظهور باماكن ليست تحمل حجمه وواقعه متناسيا ذلك الشخص انه في نفاق مع ذاته وضياع لمن حوله وانه سيسأل يوم القيامة عن كل ماخطته يداه او نطقت به شفاه وان مصيره بالدنيا الخزي والعار بعد ان تكشف سوء سريرته وتظهر للاخرين حقيقته ومصيره بالاخرة خزي وخسران امام الحي القيوم
وهناك نفوس ضعيفة تملك قدرات ومؤهلات تمنعهم ضعف النفس من تطوير ذاتها واثبات وجودها فتضيع حقوقها وتسير بمضمار الضياع والخسارة والاحتقار
كل نفس تدرك ذاتها وايضا جميل ان نرى نفوسنا بعيون الاخرين بصورة نرضاها لنا وترضي من حولنا عنا تحت خوف ومراقبة الله لنا
فالانسان المسلم يرتقي بذاته ويعرف قدراته فلا يظلم الاخرين ولا يظلم نفسه
كن مرآة لذاتك قبل ان ترى عيوب الاخرين وقبل ان تقدم على اي فعل وقول….
