المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

مكتبة جابر.. منارة ثقافية وعلمية

قد يفاجأ الإنسان بما في بلاده من شواهد حضارية كبيرة، في خضم صورة بائسة لمرافق عديدة، ويطمح دائما لأن تكون كل المرافق العامة على درجة عالية من الرقي الحضاري الذي يليق بالكويت وأبنائها.
مكتبة جابر الأحمد في جامعة الكويت، تحمل اسم أمير القلوب، علاقتي بها بدأت من حاجتي إلى مراجع أجنبية وعربية لأنجز بحث الدكتوراه الذي أجريه في جامعة خارج البلاد.
استشرت أحد الأصدقاء وهو أستاذ دكتور مشهود له بالكفاءة العلمية،عن المكان الذي أجد فيه المراجع التي أحتاجها، فأرشدني إليها، واعتقدت انه يعرف أحدا فيها فطلبت منه توصية او أن يرسلني إلى شخص محدد فيها، فأجابني انها لا تحتاج إلى واسطة، اذهب بنفسك وستجد كل من فيها عونا لك.
بين المصدق والمشكك ذهبت، والتساؤلات تشغل ذهني هل من دائرة في بلدنا لا تحتاج إلى واسطة، والأفكار تعتمل داخل رأسي إلى أن وصلت، فبدأت الشكوك تتبدد، منذ وصلت إلى باب المكتبة، حيث استقبلني الأمن ليتأكد من انني طالب ولدي بحث علمي، توجهت إلى موظف الاستقبال الذي لم تكن تنقصه اللباقة ولا الأخلاق الرفيعة، فضلا عن الكفاءة الكبيرة في عمله وإلمامه الكامل في البحث عن المراجع العلمية ومعرفته بتفاصيل عمله وإنجازها بمنتهى الدقة.
دخلت المكتبة، فلم أجد إلا العون والمساعدة والرقي، الموظفون يبذلون أقصى ما لديهم لتوفير احتياج الباحث، شعرت انني بين اهلي وأسرتي وبين اشخاص أعرفهم منذ زمن طويل رغم أنها المرة الأولى لدخولي إلى هذا الصرح الثقافي الحضاري الذي يليق بتاريخ الثقافة الكويتية وريادتها، النظافة، المعاملة الراقية، الهدوء الذي يلف جنبات المكان وأروقته، رواد المكتبة المنهمكون كل في بحثه، مشهد أكثر من رائع أثلج صدري، نعم لدينا في الكويت منارة وطنية يليق بها ان تحمل اسم أمير القلوب.
منذ زيارتي الأولى التي تبعتها زيارات كثيرة، أشعر بالفخر أن في وطني مكتبة بهذا الرقي.
مادفعني لأروي ماسبق هو مقال قرأته أخيرا حول المكتبة، وانتقاد حاد، ورغم أني مع أي نقد بناء لأي موطن خلل في أي مكان من بلدنا بقصد إصلاح الخلل ،إن وجد، انطلاقا من حبنا جميعا للارتقاء بوطننا إلى مصاف الدول المتقدمة، فإن ما شاهدته في مكتبة جابر عكس ماقرأته في المقال، ربما يكون قد واجه صاحبته موقف ما دفعها لذلك، وربما تكون وجدت موظفا ليس كفؤا أو لم تجد موظفا يساعدها لظرف ما أو لسبب ما، لكن هذا يجب ألا ينسينا رؤية بقية الموظفين وهم الأكثر باعتقادي ذوي الكفاءة والأخلاق الرفيعة والحريصين على تقديم خدمات المكتبة بأبهى صورها.
لن اتوقف كثيرا لأفند كل ماذكر بالمقال الذي يعكس وجهة نظر صاحبته، لكني أود من جميع أبناء وطني أن نرى نصف الكأس المملوء أيضا ولانعمي بصرنا عنه، ففي الكويت الكثير الكثير من الصروح التي ترفع الرأس، من دون أن ننكر أن لدينا أخطاء تحتاج للعلاج والإصلاح، ومثلما ننتقد فلنبرز الأماكن الإيجابية، والدوائر الناجحة ونشيد بها ونشكرها لنكرس العمل الإيجابي.
مرة اخرى شكرا لمكتبة جابر الأحمد في جامعة الكويت،، ودمت منهلا للعلم والمعرفة، وشكرا كبيرة لكل العاملين بها، وعساكم على القوة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى