المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

ناصر المحمد: الكويت لا تنسى أصدقاءها ومن ساندها ووقف معها

المصدر جريدة الأنباء الكويتية

استقبل سمو الشيخ ناصر المحمد في قصر الشويخ امس، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت لورانس سيلفرمان، بحضور المستشار د.إسماعيل الشطي.

وعقب الاستقبال أقام سموه مأدبة غداء على شرف السفير الأميركي، بمناسبة انتهاء مهام أعماله لدى البلاد، وألقى سموه كلمة هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين

سعادة سفير الولايات المتحدة الأميركية السيد لورانس ر.سيلفرمان، وحرمه

أصحاب السعادة السادة السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي،

السيدات والسادة الحضور،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدني أن أرحب بكم جميعا، في حفلنا اليوم، من أجل توديع السفير لورانس روبرت سيلفرمان، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت، والذي أمضى بيننا ما يقارب 4 سنوات، قام خلالها بتمثيل وطنه وشعبه وحكومته خير تمثيل. وهو سفير يتمتع بخبرة ديبلوماسية واسعة، إذ لم تقتصر خبرته الديبلوماسية على تمثيل بلده فحسب، بل شارك كمفاوض في ملفات كثيرة، في نامبيا وأنغولا بأفريقيا، وفي مؤتمر مدريد للسلام بالشرق الأوسط عام 1991، ومحادثات السلام في واي ريفر في ماريلاند عام 1998، وأشرف على ملفات بين الولايات المتحدة الأميركية وبلدان وسط وشرق أوروبا، ولقد مكنته خبرته هذه لأن يتولى مناصب حساسة في وزارة الخارجية، وأن يشغل منصب مستشار خاص لنائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن لشؤون أوروبا وروسيا، فصديقنا الذي نودعه اليوم هو مزيج من الخبرات المتميزة، انصب معظمها على القضايا المتعلقة بالإصلاح السياسي والاقتصادي.

السيدات والسادة

تمتد جذور العلاقات الكويتية ـ الأميركية إلى أوائل القرن الماضي، عندما قرر الأميركان أن يبنوا مستشفى في الكويت، في وقت كان التداوي لدينا يقوم على التراث الشعبي المتداول، وكانت الخدمات الصحية الحديثة شبه غائبة. وقد استخدموا في عام 1911 ملحقا في قصر الشيخ مبارك كمستشفى مؤقت حتى اكتمل بناء أول مستشفى في عام 1913. وجاء تشييد المستشفى الأميركي كمعلم يشهد على بدء الحداثة وتطور المجتمع، فمنها عرف الكويتيون علاجا لبعض الأمراض المستعصية، ومنها عرفوا أن أيدي العاملين بالمستشفى تسوق له الرحمة والصحة والبراء من الأمراض، ومنها نشأت العلاقة الكويتية ـ الأميركية، من مدخل إنساني، مما جعل العاملين فيها يدخلون الوجدان الشعبي والذاكرة الجمعية، وهو ما يجعلني اليوم أنتهز هذه المناسبة لكي أسجل العرفان لأولئك الرواد الأوائل الذين عملوا في المستشفى الأميركي بالكويت، وأخص بجزيل الشكر للمديرين الذين قاموا بمهامهم الإنسانية إبان ظروفنا الصعبة، وإمكاناتنا المحدودة، وهم: د.بول هاريسون (1912 -1913)، ود.ستانلي ميلري (1913 -1942)، ود.لويس سكادر (1939 -1967)، كما أسجل تقديري الكبير للأطباء الذين عملوا معهم خلال الـ 100 عام المنصرمة، من أمثال: د.ويلز توم ود.هارولد ستورم Harold Storm ود.جيرالد نيكرك ود.موريس هوسنكفيلد ود.برنارد فوس ود.دونالد بوش ود.ألفرد بيننغز ود.ايجبرت فل، والطبيبات من أمثال: د.إلينور كالفيرلي (1912 -1929)، ود.إسثير بارني (1930 -1937)، ود.ماري أليسون (1934- 1940)، ود.روث كروس (1940 -1946)، وأخص بالشكر والثناء على الممرضات الرائدات من أمثال: ماري فان بلت (1916 -1938)، التي أحبها الكويتيون ولقبوها خاتون مريم، ومن بعدها إليانور هوسنكفلد (1945 -1949)، ومما هو جدير بالذكر، أن 3 من أولئك الرواد اختاروا أن يدفن جثمانهم في الكويت، وهم: د.ميلري عام 1952، ود.نيكيرك عام 1964، ود.سكادر عام 1975. ولا يزال المستشفى الأميركي يحتفظ بمبانيه على شاطئ الخليج، كشاهد تاريخي على بدء العلاقة بين البلدين.

السيدات والسادة،

إذا كانت العلاقة بين شعبينا الكويتي والأميركي قديمة، وبدأت من منطلق إنساني، فإن علاقاتنا الديبلوماسية والسياسية تعتبر كذلك من أقدم العلاقات. فمنذ مطلع الخمسينيات، كانت لدينا قنصلية أميركية في الكويت، وتحولت إلى سفارة بعد استقلال الكويت. وشهدت علاقاتنا تطورا ملحوظا منذ ذلك التاريخ، حتى بلغت ذروتها عام 1990، عندما قررت الولايات المتحدة الأميركية إقناع المجتمع الدولي بتشكيل تحالف عسكري لتحرير الكويت من الاحتلال الغاشم. وهو قرار أخلاقي بالدرجة الأولى، هدفه الدفاع عن منظومة السلام العالمي، وميثاق الأمم المتحدة، والقوانين الدولية. ولولا ذلك القرار الشجاع لسادت شريعة الغاب، وعمت الفوضى، وضاعت الحقوق، وأصبح الغزو العسكري نهجا في حل المشاكل السياسية بين الدول. وإذا كان العالم الحر قد قدم تضحيات في حرب تحرير الكويت، فإن تضحياته هذه كانت من أجل الحفاظ على السلام العالمي. أما تضحيات الولايات المتحدة الأميركية، فلأنها تتولى قيادة المجتمع الدولي باعتبارها القوة العظمى، وهو ما نقدره ونثمنه ونحترمه، وجعل علاقاتنا المشتركة منذ ذلك الوقت تأخذ منحى استراتيجيا واضحا، يمثل تحالفا راسخا، ويستند الى أسس ثابتة من القيم والرؤى المشتركة والاحترام المتبادل.

السيدات والسادة،

إن التحالف بين بلدينا يعني الشراكة الاستراتيجية على كل الصعد، وفي مختلف المجالات، كالدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والمالية والتعليم والثقافة والفن والشؤون القنصلية والجمارك وحماية الحدود والقضايا الصحية، بالإضافة إلى التعاون الوثيق في المحافل الدولية لمعالجة المسائل التي تؤثر على الأمن والسلم العالميين، مثل مكافحة الإرهاب واستخدام أسلحة الدمار الشامل، وهو ما جسدته سياسة الكويت في تلك المجالات. فعلى المستوى العسكري قامت الكويت بتحديث المنشآت العسكرية التي تستخدمها قواتنا بشكل مشترك، وفقا لتوجيهات اللجنة العسكرية، وعلى المستوى الأمن قمنا بالتحالف معا من أجل مكافحة الإرهاب. وعلى المستوى الدولي، ساهمت الكويت، بالتعاون مع الولايات المتحدة، بمساعدة النازحين من المناطق المضطربة بالعالم، داخل المناطق التي تستضيفهم دول أخرى كلاجئين. وعلى المستوى التجاري، فإن الكويت كانت ومازالت مستثمرا نشطا طويل الأمد في الولايات المتحدة، وذلك بشكل رئيسي من خلال الهيئة العامة للاستثمار، التي تخصص معظم استثماراتها في الولايات المتحدة الأميركية، أو بالدولار الأميركي، مما يساهم في الاقتصاد الأميركي.

على مستوى التجارة البينية، شهدت التجارة الثنائية زيادة كبيرة. وعلى المستوى التعليمي، احتضنت مؤسسات التعليم الأميركية خمسة أجيال من الكويتيين، ولا تزال أعداد الكويتيين الذين ينهلون من العلم في أميركا آخذة بالصعود، وما زلنا نسعى لمزيد من الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا.

السيدات والسادة

هناك قاعدة أساسية في الديبلوماسية الكويتية، أريد أن أبرزها هنا في كلمتي هذه، وهي أن الكويت لا تنسى أصدقاءها، ولا تنسى من ساندها ووقف معها في أوقاتها العصيبة وأزماتها الحادة، وستظل أسماؤهم باقية في ذاكرة الأجيال القادمة، فالصديق وقت الضيق، ولهذا سيظل موقف الولايات المتحدة الأميركية من الغزو الغاشم للكويت محفورا في ذاكرة الأجيال، وفي تاريخ الكويت. ولقد سعدت بترحيب بلدينا بتخصيص موقع لنصب تذكاري لعاصفة الصحراء في العاصمة واشنطن، يحيي ويخلد ذكرى أولئك الذين شاركوا في تحرير الكويت، والذي نتطلع جميعا إلى افتتاحه في المستقبل.

وفي ختام كلمتي أود أن أشكركم جميعا، وأشكر السفير لورانس سيلفرمان على كل جهوده في تدعيم العلاقات المختلفة بين بلدينا، وتمنياتي له بالتوفيق والنجاح في خدمة وطنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى