المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

نحو ألق ثقافي / حياة كثة الشارب…

الحياة برمتها تتضاءل في عيوننا…

الشمس بكل سطوعها تبدو مريضة…

الحياة بكل تفاصيلها، تحولت إلى بيت عتيق…

مهما كان القصر الذي نقطنه ضخماً… ومهما اتسع…

فما هو في عينينا إلا بيت قديم، جدرانه عالية!

ومع قدوم الصيف اللاهب… تسري رعشة كالثلج تسري في العروق…

أقف… كالأبكم… مبهوت… لساني يستغلق عليه الكلام!

الدنيا… كالفراغ!

بل كالسير في عتمة شديدة… غاب الشفق، وزال النور!

أقف أمام النافذة… أنتظر تسرب الضوء… لكن الزجاج المعتم لا يسمح بتسرب ولو حزمة!

يااااه… حتى الصور المعلقة على الجدران لم تسلم! لقد بدأت الرطوبة، تتسرب إليها!

ومهما حاولت أن تضفي عليها من نضارة،

فإنها ستظل مجرد صورة؛ بعد أن ضاع لونها الأصلي!

لماذا هي الحياة، دوما هكذا كثة الشارب؟

لماذا لا تتسم بالرقة؟

لماذا تتأبى غرفها أمام الطقس المشمس! وتصر على أن تظل باردة!

فقط… حزمة نحيلة من الضوء الدافئ، توشك أحياناً أن تتسرب، حينما تتداعى الذكريات!

لكنها مع الأسف، تتضاءل أمام كثافة المعتم والغامق!

تستعيد الذكريات لكنها تبقى ذكريات!

ويبقى الجدار البارد بارداً، مهما جادت هذه الذكريات!

آآآه… كم أشتاق في هذا البرد القارس اللاذع، القارص الموجع، المليء بالرطوبة… إلى الشمس!

كم نشتاق إلى ضحاها!

وكم نشتاق إلى الأصوات الدافئة وإلى الحكايات الجذابة

التي كنا نسمعها كينبوع ماء دافئ، تحت أشعتها الحميمة والمتحمسة!

* أستاذ النقد والأدب

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى