المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

«نوبل للآداب» تتأجل للمرة الأولى منذ 70 عاماً

يبدو أن أصداء حركة «#أنا_أيضاً» «Me too»، والصحوة التي تنامت مؤخراً في الكشف عن قضايا التحرش الجنسي قد بلغت أصداؤها أبواب الجوائز العالمية. في يوم واحد طردت أكاديمية علوم وفنون السينما الأميركية التي تمنح جوائز الأوسكار النجم التلفزيوني كلاً من بيل كوسبي والمخرج الحائز على جائزة أوسكار رومان بولانسكي من عضويتها بعد اتهامات بالتحرش الجنسي ضد الرجلين. لكن الأكثر مدعاة للأسف هو أن عشاق المراهنات على الفائزين بجائزة نوبل للآداب، وأصحاب التكهنات بأن يحظى عربي بشرف الجائزة المرموقة قد تأجلت آمالهم للعام المقبل.
هذه المرة الاولى منذ 70 عاما التي تتأجل فيها الجائزة، بينما تجد الاكاديمية السويدية التي تمنحها، نفسها في دوامة على خلفية اتهام رجل مرتبط بها باعتداءات جنسية.
وقال الأمين العام الدائم للاكاديمية اندرس اولسون في بيان الجمعة: «نرى ضرورة اخذ الوقت لاستعادة ثقة الرأي العام بالاكاديمية قبل الاعلان عن الفائز المقبل»، مضيفاً ان عام 2019 سيشهد اعلان فائزين.
وتمر الاكاديمية التي أسست في عام 1786 على نموذج نظيرتها الفرنسية بأزمة منذ نوفمبر مع انعكاسات حركة «#انا_ايضا» للتنديد بالتحرش الجنسي في أواخر 2017.
فقد نشرت صحيفة داغنز نيهيتر شهادات 18 امرأة يؤكدن انهن تعرضن للاغتصاب او الاعتداء او التحرش الجنسي من قبل الفرنسي جان-كلود ارنو الشخصية المؤثرة في الساحة الثقافية السويدية.
وارنو هو ايضا زوج الشاعرة كاترينا فورستنسون العضوة في الاكاديمية. وقد نفى ارنو ان يكون ضالعاً في سلوك كهذا.
وقد ادى نشر هذه الشهادات الى خلاف عميق بين اعضاء الاكاديمية الثمانية عشر حول طريقة التعامل مع هذه القضية. وفي الاسابيع الاخيرة اختار ستة منهم الاستقالة من بينهم الأمينة الدائمة للاكاديمية سارة دانيوس.

أزمة ثقة
وقال اولسون إن «اعضاء الاكاديمية السويدية النشطين يدركون تمامَ الإدراك ان ازمة الثقة الراهنة تلزمنا بضرورة الاتفاق على تحرك متين وطويل الامد من اجل التغيير».
وتعرف الاكاديمية التي اسست عام 1786 عادة بنزاهتها وتكتمها بينما تحيط السرية باجتماعاتها وقراراتها. الا ان الخلاف ظهر الى العلن وشن اعضاء في الاكاديمية هجمات على اعضاء اخرين عبر وسائل الاعلام.
وكانت المرة الاخيرة التي لجأت فيها الاكاديمية الى ارجاء اعلان الجائزة، في عام 1949. ونال الجائزة بعد سنة وليام فولكنر بالتزامن مع برتراند راسل.
وهي تحفظت عن منح الجائزة في ست مناسبات اخرى في 1915 و1919 و1925 و1926 و1927 و1936 وفي اربع منها ارجئ منح الجائزة لتسلم تزامنا مع مكافأة السنة التالية. وكان اعضاء عدة في الاكاديمية ألمحوا الى احتمال ارجاء جائزة عام 2018 بسبب هذه الازمة التي لطخت سمعة الاكاديمية وسمعة جائزة نوبل.

قرار صائب
واعرب خبراء في الادب في السويد عن حزنهم للقرار الا انهم اعتبروه صائبا. وقالت الناقدة الادبية ماريا شوتينيوس من صحيفة داغنز نيهيتر لوكالة فرانس برس: «اظن انه قرار حكيم وافضل الممكن. ستنسح لهم فرصة لاصلاح الاكاديمية خلال هذه السنة وتعيين اعضاء جدد للعودة مع اكاديمية قوية يمكنها ان تمنح الجائزة».
ويعين أعضاء الاكاديمية عادة مدى الحياة من دون امكانية الاستقالة حتى، لكن يمكنهم «اخلاء» مقاعدهم من خلال عدم المشاركة في الاجتماعات والقرارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى