جاءتني صديقتي المقربة إلى قلبي وعقلي “م” وهي تبكي وتطلب مني التدخل في مصالحتها مع شريك حياتها حبيبها اللي ما بعده ولا قبله أحد في حياتها. فسألتها:”
على ماذا تخاصمتم هذه المرة؟
فقالت: في الحقيقة يا عزيزتي رانية لم يكن هناك سبب هام بل كنا نتناقش عن موضوع أمي و أمه، هو يقول: أمه أجمل وأنا أقول: لا أمي أجمل وهكذا زعلت وتركت له قلبي وعقلي ومشاعري معه.
لا أستطيع فراقه يارانيه، نحن جسد واحد، ونفس واحده، و روح واحده.
يحسني هو قبل أن أتحدث، و أفهمه أنا قبل أن يتنفس.
يراني دوما ررغم غيابي عنه أحيانًا،
وهو دائما في بالي ومشتاقة له. يتكلم عني في حديثه،
وأنا أذكر إسمه في كل عباراتي. تتناغم كلماتنا،
و تتهامس أحلامنا، ولا يستطيع أحد أن يميز بين مشاعره تجاهي و مشاعري تجاهه.
تتهافت قلوبنا مشتاقة، و تتألم أرواحنا أحيانًا من الافتراق كما يحصل الآن
. فهل عزيزتي رانية كثر العتاب والخلاف دليل علي ماذا؟
سرحت في كلامها ووصفها لعلاقتها الجميلة مع حبيبها، ثم قلت لها: ما أروع أن يعاتب الحبيب حبيبه خوفًا عليه، لأن العتاب هو صورة من صور الحب من أجل عدم قطع الود والتواصل.
والعتاب أيضا يعني الاهتمام وهو نصف السعادة. وكم هي قاسية الحياة عندما تبعدنا عن أرواحنا المجسدة بأشكال مختلفة.
تأكدي حبيبتي أنني شعرت اليوم بحبك الكبير لحبيبك بشعورك أن يومك ناقص من دونه.
تأكدي أيضا أن العتاب هو جزء من المحبة فمن تعاتبيهم هم من تريدي الاستمرار معهم.
فرحت صديقتي (م) من كلامي و سألتني:” ماذا أفعل الآن يارانيه؟
أخذتها إلى الباب وقلت لها:” حبيبك بنتظرك الآن بفارغ الصبر
وحين تصلي منزلكم قولي له: على فكره أمك و أمي أجمل ما خلق الله على الأرض.
