المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

أسرار غير متوقّعة عن جيسكار ديستان

يكشف الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان في فيلم وثائقي جديد كثيراً من الأسرار والتفاصيل غير المتوقّعة عن علاقته بكل من ديغول وبومبيدو وميتيران وشيراك، وشخصيات سياسية فرنسية أخرى. ويروي ديستان في الفيلم الوثائقي الذي أخرجه غابرييل لوبومان وباتريس دوهامال، وأنتجه جورج مارك بينامو، تحت عنوان «جيسكار: أسرار رئيس»، الكثير من الحوادث الطريفة وغير المنتظرة التي ميزت مسيرته السياسية على مرّ سنوات.
لقد كان فاليري جيسكار ديستان في الـــ 48 من عمره، حين انتخب رئيسا لفرنسا وفي ما يسعى إيمانوييل ماكرون ذو الـــ 39 ربيعا للوصول إلى قصر الإليزيه، خلال الانتخابات الرئاسية المنتظرة في مايو المقبل، لم يتمكن إلى الآن أي فرنسي من الوصول الى هذا المنصب في عمر ديستان أو أقل.

يقول ديستان إنه كلما مر بفندق المدينة يتذكر أحد المشاهد التي عايشها خلال تحرير باريس في أغسطس 1944 «لقد كان ديغول رافعا ذراعيه، حين بدأ يخطب أمام جموع الفرنسيين، قائلا: أنا أحيي باريس. أنا أحيي باريس التي تحررت بمفردها».
ويضيف ديستان: «حينها شعرت بالذهول، وقلت في نفسي، كيف يمكن أن يقول ديغول شيئا مثل هذا؟ لقد بقيت تلك الكلمات عالقة في ذهني طول حياتي، كيف يمكن لرجل في قامة ديغول أن يغالط الجمهور؟ كنت أحب الجنرال شارل ديغول؛ لأنه كان شخصا فريدا من نوعه، لقد كان شخصية استثنائية، وكنت أحبه كثيرا إلى درجة أني لم أستطع الحديث إليه مباشرة، حين التقيته، كما أني لم أطرح عليه أي سؤال بشكل مباشر».
في تلك الفترة كان فاليري جيسكار ديستان قد عُيّن للتو وزيرا للمالية والشؤون الاقتصادية في حكومة بومبيدو، وعن ذلك يقول «حينها توجه إلى ديغول بالحديث، وقال لي: سأطرح عليك سؤالا: هل يمكن لفرنسا أن يكون لها ميزانية متوازنة؟.. لقد كان بومبيدو ورائي فأومأ سلبا، بينما فكرت قليلا، وقلت له «نعم نستطيع فعل ذلك، «فاستدار ديغول تجاه بومبيدو، وقال: «سنحضر ميزانية متوازنة للعام المقبل.. لقد تسببت هذه الحادثة في إبعادي عن بومبيدو وتقريبي أكثر إلى الجنرال ديغول».

«قناع» بومبيدو
كنت أنا وبومبيدو ننحدر من مدينة أوفرن. لقد كان هو ينحدر من أعالي أوفرن، أي من بلدة كانتال من عائلة فقيرة، ولكن يبدو أنه كان منذ تلك الفترة يكن مشاعر حقد وضغينة، لجزء تألق من مدينة أوفرن التي أنجبت الكثير من رجال الدولة وكبار المسؤولين. لم يكن بومبيدو يحب المنطقة التي أنتمي إليها، وأعتقد أنه كان يشتبه فيّ، وكان مخطئا تماما في ذلك، ولكن لا تستطيع فعل أي شيء إن كانت هناك احكام مسبقة عليك.
في خريف 1974 قمنا بتجهيز مكان مخصص للرئيس في طائرة من نوع كارافيل. لم يكن رئيس الجمهورية يرغب في أن يكون بمفرده فدعاني، وما إن شرعنا في الحديث حتى شعر بالنعاس ونام. في تلك اللحظة رأيته يرتدي قناعا آخر، لقد كان يعاني من صعوبة في التنفس، وكان لونه شاحبا.. للاسف كان يعني أحد أمراض المهنية.

قصة الأرائك مع شيراك
في عام 1976، وفي عيد الخمسين الذي يحييه المسيحيون بعد 50 يوما من عيد الفصح، زار جاك شيراك، وكان حينها رئيسا للوزراء، فاليري جيسكار ديستان في مقر إقامته الرئاسية في فور بريغاسون، هنا يقول فاليري جيسكار ديستان «لم تخطر على بالي الفكرة، وإنما على زوجتي آن إيمون. لم تكن هناك غرف مجهزة لاستقباله وأتذكر أني وآن إيمون جلبنا له أرائك، حتى يكون مرتاحا وسعيدا.. وقد مر كل شيء على ما يرام.. لقد كانت الدعوة ودية.
وفي العشاء، دعا الرئيس ضيفه أيضا لممارسة التزلج على الجليد، لكن شيراك غضب وأعلم الرئيس بأن كان يعتقد بأنه سيتحدث معه في السياسة.
عاد شيراك إلى باريس، ويقول فاليري جيسكار ديستان إنه فوجئ بمقال خبيث نشرته صحفية في لوبوان أوردت فيه أنه كان جالسا على عرش.
ويعلق ديستان «ناديت شيراك، وقلت له: ولكن ما هذا؟ هل رأيت هذا الموضوع؟ فأجابني: لم أره. فقلت له: ولكن ما الذي جعلها تكتب هذا الكلام، وهذا مخالف تماما للحقيقة والواقع؟ فقال لي: أنا لا أرى أحدا غير نجلكم». فرددت عليه «توقف إنه حادث مؤلم، من دون أي جدوى سياسية، كما أنه غير سار تماما.. وهناك فيلم صورناه في تلك الفترة، يظهر أن كل شيء كان رائعا في الحقيقة».
في عام 1995 شرح فاليري جيسكار ديستان أسباب تصويته لمصلحة جاك شيراك، حيث قال «من سيكون أفضل رئيس؟ إنه السؤال الذي طرحته وبين بالادور وشيراك، من الصعب أن نقيّم. فإدوارد بالادور كان من أصول شرقية (تركي) ويملك ثقافة مركبة واقتراحاته في الغالب مبتكرة، سواء تمت الموافقة عليها أم لا.. فقلت لنفسي: شيراك هو فرنسا الوسط، إنه ينحدر من منطقة ليموزان وسيدير البلد بالتوافق مع الثقافة والعادات وطريقة العيش الفرنسية. وعليه، اخترت التصويت لمصلحته بسبب أصوله وتشبعه بالثقافة الفرنسية».

ميتيران الرهيب
وبخصوص النقاش الذي تم بين الدورين الأول والثاني لانتخابات الرئاسة في عام 1981 قال فاليري جيسكار ديستان «لقد حضّرت نفسي، لقد استعددت جيدا، وكنت أعرف الكثير من الأشياء، كما كنت أعرف الكثير من الأرقام، وأما هو، أي ميتيران، فكان متعودا على الحديث كفرنسي متوسط، حيث كان يردد «لا تستطيعون احتقاري أو فرض شيء علي لا أملكه.. إلخ كما كان يدير الوقت دوما ليكون آخر من يتكلم.. لقد كان دوما من يتحدث خلال الدقائق الخمس الأخيرة، وفي هذه الدقائق كان دوما رهيبا.. لم يكن بمقدوري الرد عليه، لأن وقت البرنامج انتهى؛ لذلك أخذ زمام المبادرة في اللحظات الأخيرة.
لم الشمل في 1995«في نهاية الحديث، رغبت في المغادرة لأن الحديث استغرق ساعة وربع الساعة. لقد كان شيراك متعبا، ويخضع للعلاج، فقلت له «سيدي الرئيس، سأتركك. فقال لي: ولكن انتظر، لدي سؤال لأطرحه عليك. هل تتذكر ما الذي قلته لك؟».
أنا.. نعم، لقد تحدثنا وأتذكر أننا تحدثنا.
لا لا.. هل تذكر ما الذي قلته لك في شاماليير في 1981؟
قلت له: نعم.
«نعم، لقد قلت لك أنا أرغب في تدمير البرغوازية الفرنسية، واعترف لي لم أفعل الشيء الكثير في سبيل ذلك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى