المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الرياضةأخبار مثبتة

«أنديتنا» مواقفها أقوى من أقوالها

الوطنية ليست أقوالاً؛ وإنما أفعال.. وفي خطوة إيجابية من قبل الجمعية العمومية غير العادية لاتحاد الكرة أمس الأول، وافقت الأندية على تعديل النظام الأساسي في موقف استبعده البعض، وذلك في محاولة منها لرفع الإيقاف المفروض على الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ووافق 13 ناديا ــــ من أصل 14 حضرت الجمعية العمومية غير العادية ـــ على مقترح نادي السالمية بإضافة فقرة رقم 3 إلى المادة 74، وهي «في حال تعرّض الاتحاد للإيقاف أو تعليق نشاطه الرياضي الدولي أو حالت ظروف قهرية دون قيام مجلس إدارة الاتحاد بأداء عمله يحق للجمعية العمومية الحق في إسقاط مجلس إدارة اتحاد الكرة وتعيين لجنة انتقالية خماسية مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد، وذلك لمدة قابلة للتجديد تحددها الجمعية العمومية».
الموقف الوطني الذي وقفته الأندية قبل يومين دفعهم مشكورين لمعالجة أخطاء الماضي التي جثمت على صدر الرياضة الكويتية، فقد تجرّدوا من عواطفهم وحرّكوا عقولهم التي دلتهم على الطريق أن تكون الكويت وسمعتها أَولى من أي علاقة وأهم من المصالح الآنية، التي قد تزول بسرعة زوال «الاسبرتو»، أما العمل العام المتكاتف لمصلحة البلد ورياضة الكويت فإنه سيبقى خالداً في ذاكرة كل رياضي حريص على اسم بلده ورياضته، وليس على أسماء أناس مهما علت مكانتهم.
بعد الوقفة الكبيرة والتاريخية للأندية وتصديها للمنظمات الدولية من أجل رفع الايقاف الجائر عن الرياضة فإن الأندية ستتعرض لضغوط وضرب مواقع التواصل الاجتماعي، لكن تأكدوا أن وجود الكويت في المحافل الدولية هو نجاح لكم، كأنكم كسرتم القيود المكبّلة للرياضة الكويتية بقوة تعاضدكم وخروجكم من عباءة «التكتل» في هذا الموقف الوطني.
حب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها؛ فليس غريبًا أبدًا أن يحب الإنسان وطنه، الذي نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه وترعرع بين جنباته. كما أنه ليس غريبًا أن يشعر الإنسان بالقهر خصوصا مع أزمة الرياضة ومشكلة منع «الأزرق» من اللعب وإيقاف الشباب الرياضي من المشاركة خارجياً.. وهذه الأمور طالت وبلا حل.. وهذا ما جعل الأندية تنتفض من أجل انقاذ ما يمكن إنقاذه وتسجيل موقف أمام الشارع الرياضي الغيور على سمعة الكويت وتاريخها الرياضي الذي يحتاج الى عمل وتفانٍ وحب، وهذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال تؤكد هذا الحب، وهذا ما جعل «أنديتنا» تستنفر بدلاً من أن يكون حبها للبلد والدفاع عن سمعته حبيساً في الصدور ومكنونات النفس، وهذا ما نجحت فيه أنديتنا في الذود عن اسم الكويت، وترجم ذلك إلى أفعال، هو هدف أسمى لنا جميعًا.

وازع الحمية الوطنية
نادي السالمية، ومن أيّد دعوته لعقد العمومية غير العادية، كانت خطواته بشكل فردي من وازع الحمية الوطنية والغيرة على مستقبل الاجيال الحالية من الرياضيين والشباب الكويتي المغدور، لم يقم بأي مراسلات او تواصل مع اي من المسؤولين الخارجيين، كل ما هنالك ان مسؤوليه قاموا بالرد على مكاتبات «القادسية» مؤخراً بشأن «العمومية»، الا ان الأخير «ومن يقف وراءه» وجدوا ان الامر قد يخرج من بين ايديهم، في ظل غياب الحجة والبرهان، مما دفعهم إلى استخدام الخطة البديلة، وهي إلقاء الكرة في الملعب الدولي، الذي يبقى مناهضاً للكويت بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتظهر مخاطباته تزمّتاً كبيراً تجاه القضة الرياضية الكويتية، وكأنهم تركوا كل ما يشغل الرياضة في العالم وتفرّغوا للكويت.
شكراً للجمعية العمومية وتحية وطنية لموقف الأندية، آملين في أن تنجح مساعيكم الحميدة في عودة الرياضة الى سابق عهدها، وأفضل مما كانت عليه، وإقناع « المتربّصين الدوليين» بأن الجمعية العمومية للأندية أقوى من أصابع «بيرو ميرو» الخفية.. ومن يراسله!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى