الإرادةً هي تصميم واع على أداء فعل معين، يستلزم هدفًا ووسائل لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى العمل الإرادي.
وفي هذا المضمار أوضح الفيلسوف (إنجلز):” أن حرية الإرادة لا تعني شيئا إلا المقدرة على إتخاذ القرارات بمعرفة الذات. أن الطابع الإرادي لفعل ما، يظهر بوضوح شديد حينما يتعين على شخص أن يتغلب على عقبات معينة، خارجية كانت في المجتمع أو داخلية في المنزل، ليحقق هدفه والمرحلة الأولى لفعل إرادي تكمن في وضع الهدف و إستيعابه، ويتبع هذا القرار الفعل و إختيار أنجح و سائل الإرادة الناجحة.
وهذا يقودني إلى إرادة المرأة والتي أمثلها أنا وجميع النساء في مشارق الأرض و مغاربها اللاتي حباهن الله ارادة قوية لمواجهة صعوبات ومخاطر الحياة، إن كانت هذه الصعوبات والمخاطر من ألله عز وجل كامتحان لصبرهن، أو من صناعة الإنسان نفسه لأخيه الإنسان.
واليوم نرى إرادة المرأة السعودية في تحقيق إنجازات على مستوى عالي، وربما أقوى هذه التحديات التي واجهت المرأة السعودية خلال السنوات الماضية قد انقشعت عنها السحابة السوداء حينما دخلت المرأة السعودية مجلس الشوري بإرادتها ومشاركتها في جميع اللجان، وعدم حصر مشاركاتها في مجالات بعينها كما كان قبل ذلك، مما يؤطر لمشاركة واسعة للمرأة عمومًا و يفتح لها الآفاق لخوض غمار جميع المجالات التنموية، بعيدًا عن المجالات التقليدية. كل ذلك دلالة على تنامي الوعي الناضج والارادة القوية ونضج خبرة المرأة السعودية نتيجة خوضها غمار مختلف في مجالات العمل في القطاعين الحكومي والخاص، و دورها الحاسم في مؤسسات المجتمع المدني، و تأهيلها العلمي الرفيع، وطموحها العالي. و لعلنا اليوم أدركنا جدية رغبة الدولة في تحقيق إرادة المرأة وطموحها الذي وصل عنان السماء.
وفي ظني، فإن التغير الأبرز الحاصل نتيجة دخول المرأة جميع المجالات والميادين والوظائف المخصصة للرجال فقط في السابق، السبب شعور النساء القوي أن الوطن للمرأة والرجل مناصفة. ومع تراكم خبرات النساء و تواجدهن في كل ميدان مما يعني إن إرادة المرأة لانهزم وصدق من قال:”
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
