المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

المبرمجون في سوريا.. طموحات تنتظر الهجرة

 

الى جانب عدد من زملائها الطلاب، كان لدى زينة خليلي، وهي خريجة علوم كمبيوتر تبلغ من العمر 25 عاما، فكرة كانت تأمل أن تغير حياتها: «أردنا اعداد بحث علمي والحصول على منحة دراسية للخروج من هنا»، تقول زينة، متحدثة بالهاتف من دمشق، فبعد عام ونصف، أصبحت فكرة تأسيس chatbot (برنامج كمبيوتر أو ذكاء اصطناعي يجري محادثة عبر الأساليب السمعية أو النصية) باللغة العربية شركة ناشئة، ولا تزال زينة، على مضض الى حد ما، في العاصمة السورية.

ملايين من الشباب، الذين درس آلاف منهم علوم الكمبيوتر، غادروا البلاد، وتضاعفت البطالة بمعدل يزيد عن ثلاثة أضعاف، من %15 في عام 2011 الى ما يصل الى %53 في عام 2015 ، وفقا للمركز السوري لأبحاث السياسات.
بعض المبرمجين مثل زينة، الذين يأتون من مدينة درعا الجنوبية حيث بدأت الحرب الأهلية، بالكاد يؤمنون لقمة العيش، وقلة من المبرمجين بقوا في سوريا، تقول زينة، التي درست في كلية علوم الكمبيوتر في جامعة دمشق والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي، «عندما يمكنك الحصول على فرص أفضل في الخارج، فلماذا تبقى؟ هذا هو السؤال المطروح على الدوام».
وفي الوقت نفسه، أدت هجرة المواهب الى ظهور بعض الفرص لأولئك الذين بقوا، بحسب زينة، مضيفة «لا يوجد منافسون في سوريا».
في هذه الأثناء، فإن دمشق، التي تعتبر قاعدة السلطة لنظام بشار الأسد في الدولة الممزقة، مستقرة بما يكفي لاستمرار التجارة.
وكما توضح زينة: «هي منطقة حرب صحيح، لكن الناس ما زالوا يستيقظون كل يوم والذهاب الى العمل لكسب المال.. لا نزال نرغب في الحياة».
زينة هي أحد مؤسسي شركة المجيب، وهي شركة ناشئة تعتمد على برنامج chatbot المصمم من قبل الطلاب الذين يقومون بتسويقه للشركات الصغيرة.
ويمكن لـchatbot الاجابة على أسئلة بسيطة، يتم نشرها من قبل عملاء محتملين على فيسبوك.
وعلى الرغم من خلفية الحرب، فإن النفقات العامة منخفضة، وتضيف زينة: «لن تحصل على الكثير من المال، لكنك لن تنفق الكثير أيضا».

500 دولار في الشهر
وتقدر زينة أن الشركة الناشئة تولد 500 دولار في الشهر، وهو ما يعادل راتب طبيب أو مهندس واحد.
ويعمل المؤسسون على خفض التكاليف من خلال العيش مع عائلاتهم والقيام بالمزيد من العمل الحر.
وقد فازت شركة مجيب بمبلغ 10 آلاف دولار في مسابقة ريادة الأعمال الوطنية، وهو مبلغ سخي في سوريا تم انفاقه على شراء معدات. وترغب الشركة الآن بتوسيع فريق العمل، وتؤكد زينة «لا نريد أن نعيش دراما الشركات الناشئة».
ويعمل الفريق في حاضنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي مؤسسة غير ربحية تديرها جمعية الحاسبات السورية المدعومة من الدولة، وتشترك فيها مع سبع شركات ناشئة أخرى.

أصغر المشاركين
أحد أصغر المشاركين في الحاضنة، مودة كلاح، طالبة تدرس ادارة الأعمال عمرها 19 سنة .
وقد اكتشفت مع شركائها وجود فجوة في دورات اللغة العربية عبر الانترنت في السوق، التي يعتمد عليها العديد من الطلاب السوريين لتعزيز تعليمهم.
واستخدم نحو 5 آلاف طالب منصتهم Mindzone، والتي تقدم دورات مجانية حول مواضيع تشمل الترميز والتصوير الفوتوغرافي.
مثل العديد من شركات التكنولوجيا الناشئة، كافحت Mindzone من أجل تحويل فكرة جيدة الى ربح.
«بدأنا كشركة لا تهدف الى الربح، ثم اكتشفنا أن الأمر لا يمكن أن ينجح على هذا المنوال»، بحسب مودة، التي نشأت في دمشق.
ووضعت الشركة الآن خطة لتقديم فرص الرعاية ضمن الدورات الدراسية للشركات.
وتواجه شركات التكنولوجيا الناشئة في سوريا مشاكل قد لا يتخيلها أقرانهم في أماكن أخرى، مثل الساحل الغربي للولايات المتحدة.

مهندس في «أبل»
وقام عمر كحلة، الذي نشأ في دمشق لكنه يعمل الآن كمهندس برمجيات في شركة أبل في ولاية كاليفورنيا، بأول تجربة للتطبيق وتوظيف وتدريب مطورين محليين.
وكان التطبيق غير جاهز تماما عندما تم اطلاقه في يونيو 2017 ، كما يعترف كحلة «لكن كبداية، أنت ترغب في التحرك بسرعة والقيام بشيء يناسب الناس».
أثناء عملية البحث عن المواهب لتطبيق LiBeiroot ، وجد كحلة أن حوالي ثلث المتقدمين المؤهلين لوظائف هندسة البرمجيات كانوا من النساء، وهذا الرقم يرتفع الى %40 لوظائف التصميم الجرافيكي وأكثر من نصف الوظائف في التسويق.
وفي تفسيره لذلك، يقول كحلة أن العديد من مطوري البرامج الذكور غادروا سوريا لتجنب التجنيد العسكري.

توصيل البقالة

أنس السباعي، وهو رجل أعمال مبادر من دمشق يبلغ من العمر 24 عاما يحاول اطلاق خدمة توصيل البقالة عبر الانترنت، قائلا «ليس لدينا نظام بيئي يساعدنا في بناء مشروعنا، نحن نناضل في كل مرحلة لا يمكن أن تخطر على بال أحد خارج سوريا».

طريق دمشق بيروت

تدفق تمويل رأس المال المغامر الذي يدعم شركات التكنولوجيا الجديدة في سوريا جاف الى حد كبير، والوصول الى الانترنت صعب.
كما أن العقوبات الدولية ضد نظام الأسد تجعل من الصعب على الشركات السورية الحصول على المال، لذا ينتقل رواد الأعمال في كثير من الأحيان الى لبنان المجاور لجمع الأموال.
لهذا من غير المستغرب أن يتم تأسيس شركة تكنولوجيا ناشئة تقدم LiBeiroot وهي عبارة عن منصة مشاركة للطريق بين دمشق وبيروت، وهي رحلة تمتد على مسافة 115 كلم تقريبا بواسطة سيارة الأجرة.
والتطبيق يساعد السائقين في ملء السيارات والمسافرين في العثور على أرخص الرحلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى