المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

الملح».. و«أوروبا» و«نفعل».. ألفاظ ماكرون المفضلة

يرسم الصحافيان آن صوفي لوشوفاليي وأدريان غابولو في كتابهما الجديد، الذي صدر تحت عنوان «ثقل كلمات الرئيس»، بورتريه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من خلال الكلمات التي يكرر استخدامها، بعد أن درسا مئات المقابلات الصحافية التي أجراها منذ توليه السلطة.
وقال أدريان غابولو، في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن الرئيس ماكرون يعتمد على مشواره الشخصي ليقول إن فرنسا بمقدورها أن تنجح وبسرعة. ويضيف «منذ انتخابه كان يعتقد بأن فكرة نجاحه يمكن أن تكون ملهمة بالنسبة لفرنسا والفرنسيين».
وعن الكلمات التي يكررها الرئيس، تقول آن صوفي شوفاليي «إن ماكرون، عادة ما يذكر اسماء الكتاب والفلاسفة بينما لا يذكر أبدا اسماء اقتصاديين في خطاباته، رغم أن خلفيته اقتصادية وهي التي ادخلته عالم السياسة».
وعادة ما يستخدم الرئيس الفرنسي كلمات قديمة، عفا عليها الزمن وحادة أيضا. ويقول أدريان غابولو إن الأمر يعود لفرضيتين، أولاهما أن محيطه يؤكد له أن استخدامها يدل على احترامه للفرنسيين الذين ينتظرون رئيسا أديبا يملك قاموسا لغويا ثريا. ويضيف «لقد لاحظنا أيضا أن استخدامه لكلمات يندر استخدامها، سمح له باثارة اعجاب المحيطين به. إنها سلطة الكلمة والفعل، وكثيرون من المقربين منه قالوا لنا إنهم غالبا ما كانوا يفتحون القاموس بعد الاستماع الى خطاباته. البعض معجب بهذا (الرئيس الشاعر). وفي مثل هذه العلاقة بين الزعيم والرعية فإن اللغة عنصر مهم للغاية».
وقال أدريان غابولو إن ماكرون يحاول دوما عدم ذكر الرؤساء السابقين لفرنسا، إلا نادرا وعند الحاجة الملحة، لرغبته في كتابة صفحة جديدة وايضا لأسباب بروتوكولية. ويتابع «حين لا يذكر الرئيس أسماء رؤساء سابقين، يصف المرحلة التي حكموا خلالها، ففي خطاب القاه في يوليو 2017، تطرق الى سنوات مضطربة وأخرى مشلولة، فكان واضحا للجميع بانه يتحدث عن ساركوزي وهولاند، من دون ان يذكر اسميهما».
ولاحظ الكاتبان من خلال دراستهما لخطابات ماكرون، نزعته الى التهويل، فقد قال عدة مرات خلال خطاباته في موضوع البيئة إن كثيرا من الأمور ستختفي، بسبب التغير المناخي، وفي خطاب آخر تحدث بإسهاب عن البطالة والإرهاب والديون.. وإلخ حتى يبرر أهمية قراراته السياسية، كما أشارا في المقابلة نفسها مع صحيفة لوفيغارو، إلى أن دراسة خطابات الرئيس سمحت لهما بفهم منطقه. وهنا تقول آن صوفي لوشوفاليي «عادة ما يتحدث ماكرون عن حالة ما فيصفها بالكارثية، ثم يحاول أن يفتح نقاشا حولها للوصول الى اجماع ثم يتخذ القرارات التي تعتبر مخرجا لهذا الإجماع، سواء تعلق الامر بالبيئة أو اوروبا او الزراعة متفاديا بذلك اي احتجاجات بعد صدور القرار».
وعن الكلمات التي يحب الرئيس الفرنسي استخدامها، يقول ادريان غابولو «إنه يحب كثيرا استعمال كلمة (ملح)، فهو يريد العثور على (ملح الاتحاد الاوروبي) و(ملح الوظيفة العمومية) و(ملح المؤسسات) و(ملح المقاومة) و(ملح النموذج الاجتماعي)، مما يعطي انطباعا بان كل شيء خال من أي نكهة، والرئيس يرغب في تقديم التتبيلة الجيدة وتحسين المذاق، أما الكلمة الأخرى التي يكررها بكثرة بعد فرنسا، فهي «نفعل» ثم «أوروبا» التي كررها في خطاب واحد ألقاه في السوربون 228 مرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى