المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

النفط قد يصل إلى 120 دولاراً في حال توقف المبيعات الإيرانية

 

استخدم الرئيس الاميركي دونالد من جديد حسابه على لتوجيه الانتقادات اللاذعة لمنظمة أوپيك للتسبب في ارتفاع أسعار النفط، لانه يرى الكارتل كبش فداء مساعدا له للانحاء باللائمة عليها بشان ارتفاع أسعار البنزين في السوق الاميركية، ولكن الضغط على أوپيك لضخ المزيد من النفط الخام لن يخفض الأسعار لفترة طويلة، ذلك لان الطريق إلى خفض الأسعار هو ببساطة تغيير سياسته تجاه إيران.

وفي هذا الاطار، قالت وكالة بلومبيرغ الاخبارية انه من غير المحتمل حدوث مثل هذا التغيير، وبالتالي فان أسعار النفط مرشحة للاستمرار في الارتفاع، في حين يتوقع المتداولون أن تتقلص بشكل خطير هوامش الطاقة الإنتاجية العالمية المتاحة لتعويض انقطاع الإمدادات من قبل ايران.

ومضت بلومبيرغ الى القول بأن الجميع يدركون شيئا لا يستطيع الرئيس او لا يريد ان يفهمه، وهو انه عندما تدخل العقوبات على إيران حيز التنفيذ في نوفمبر، فلن تكون لدى المنتجين الطاقة الانتاجية الفائضة للتعويض عن ناتج ايران المفقود. وإذا ما نجح ترامب في وقف جميع صادرات النفط الإيرانية، فسيتعين على المنتجين تعويض 2.7 مليون برميل يوميا من الإمدادات الإيرانية، وهذه فجوة كبيرة لن يمكن سدها بسهولة.

وإذا لم يتم ذلك، فان الكلفة ستكون باهظة، حيث يرى بنك أوف أميركا ميريل لينش، فإن الايقاف الكامل للمبيعات الإيرانية قد يحلق بأسعار النفط إلى ما فوق 120 دولارا للبرميل في حال عجزت السعودية عن تعويض هذا النقص في المعروض.

الاقتراب من الذروة

وقالت بلومبيرغ ان الانتاج السعودي يقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق، حتى قبل فرض العقوبات الايرانية، وطبقا للأرقام الرسمية التي جمعتها بلومبيرغ، فربما تكون ثمة طاقة لانتاج بضع مئات الآلاف من البراميل يوميا في الإمارات والكويت، وما يصل إلى 500 الف برميل من المنطقة المحايدة المشتركة بين السعودية والكويت والتي ظل الانتاج منها متوقفا منذ عام 2015، وتتحدث تقارير عن امكانية استئناف الانتاج منها في الأشهر المقبلة.

اما باقي اعضاء أوپيك فقد تكون لديهم طاقة فائضة بنحو 100 الف برميل، اما خارج الكارتل فان روسيا على سبيل المثال لم تقدم على الاطلاق اي تقديرات رسمية لطاقتها الفائضة والتي يقدر انها تتراوح بين 215 الف و500 الف برميل يوميا.

وفي ختام مقالها، استشهدت بلومبيرغ بما نسبته الى مستشار شؤون الطاقة FGE الاسبوع الماضي عندما قال «اما أن مستشاري الرئيس ترامب لا يفهمون سوق النفط أو أنه ببساطة لا يصغي إليهم».

وقالت ان ثمة طريقة واحدة أمام ترامب يمكن أن تخفض اسعار النفط وهي إعادة فرض العقوبات على إيران بطريقة أكثر تدرجا، بدلا من فرضها دفعة واحدة يوم 4 نوفمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى