المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم – مبارك بن عوض الدوسري

 

يا أبا علي إنّا عليك لمحزونون
الحمد لله على قضائه وقدره.

فجعنا – فجر أمس- بفقد رائد كشفي له مكانته في قلوب كل المنتمين لرابطة رواد الحركة الكشفية بالمملكة ، وله مكانته في قلوب كل مُحبي العمل التطوعي، وله مكانته في قلوب كل أهالي المجمعة عموماً وجلاجل خصوصاً ، ذلكم هو الوالد والمربي والقائد والرائد والتربوي والقدوة عبدالله بن سعد المزروع – رحمه الله – وأكرم مثواه ، وأعلى مقامه عنده.
عن أي صفات الفقيد ومناقبه اكتب ، بل عن أي سماته ومنجزاته وعطاءته أتحدث ، وأنا الأبن في مدرسته المكلوم في فقده ، والمعزي في وفاته ، فمشاعر الحزن والأسى تجعلني لا استطيع أن أعبر عن أحاسيسي تجاه مُصابنا ، الذي حل بنا صباح أمس السبت الثامن من ربيع الأخر لعام ألف وأربعمائة وأربعون ، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.

لقد عرفته بدايات التحاقي كشافاً بمعسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة عام 1399هـ ، فوجدت فيه المثال الذي يُقتدى ، أعماله تطبيق مُتقن ، مبادر في حب الخير وخدمة الآخرين ، يؤثر على نفسه ، دمث الخلق ، طيب الكلام ، جميل المزاح ، يداعب الصغير ، ويمازح الكبير بأسلوب خاص لايجيده الا ابوعلي ، صاحب حكمة وصواب راي .

أن دموع الرجال غالية ، لكنها عليك ابا علي تنهمر وتنسكب العبرات ففقدك مصاب يكابده كل من عرفت ياصاحب الابتسامة الدائمة والقلب النقي ، أعاننا الله نحن محبوك على فراقك ، وأنزل سكينته على قلوب ابنائك واسرتك وعائلتك ومنسوبي الكشفية في الوطن العربي أجمع ، الذين سيظلون يذكرونك بالخير أخاً كريماً ومربياً جليلاً ورائداَ وقائداَ قدوة في اقوالك وأفعالك.

لقد جمعتني بالراحل الغالي مواقف كثيرة داخل المملكة وخارجها بعد أن اصبحت زميلاً ، وأن كنت أمامه ابقى تلميذاً ، فوجدته ذاك الشخص المًتدين ، المُحب للخير ، المبادر لكل عمل نبيل ، ثاقب الراي ، عميق النظرة ، مقبلاً على الحياة ، غير ناس لدار البقاء ، صادق التعامل ، نظيف السريرة لايحمل على أحد ، يبذل الخير والبحث عن الحب للناس كل الناس.

أتذكر من تلك المواقف في معسكرات الخدمة وكنت ضمن الفريق المساعد له في مهمة تغذية الكشافين عام 1406هـ تقريباً أنه يؤكد على أهمية أن نمنح الكشافين والجوالة المزيد من التغذية وكان يقول باسلوبه العفوي ” هم في ذمتنا .. لايرجعون لأهلهم ناقصين ” ، وهو يؤكد بذلك حرصه على ابنائه الكشافين الذي أُؤتمن عليهم ، واتذكر انه قد مرض خلال مشاركتنا في اللقاء المتوسطي الخامس عشر بالمغرب عام 2015 ، وكنا قبل مرضه نجتمع عنده بعد صلاة الفجر نحتسي القهوة في غرفته، وبعد مرضه قلت له أرى يا ابا علي ان نجعل القهوة في غرفتي من اجل ان ترتاح بعض الوقت بعد الصلاة ، قال بأسلوبه الجميل ” راحتي جمعة ربعي حولي” ، واتذكر انني اتصلت به مواسياً في فقده لكم كبير من الأغنام ، فقال : الحمد لله على كل حال ، واتبعها بقوله ممازحاً” أعتبرني ذبحته كرامة لك وللغالين شرواك الذين لايوفقون على عزيمتنا ” ، وأتذكر انني قبل عدة اشهر اتصلت به من خارج المملكة معزياً اياه في وفاة ام علي فقال لي صابراً محتسباً متفائلاً ” عزاءنا يا ابا عوض هو ان الله سبحانه اختارها الى جواره ، فلتهنأ أن شاء الله بصحبة الأخيار في الفردوس الأعلى ، نسأل الله ان يجمعنا بها في جنات النعيم.

لقد افتقدنا قائداً ورائداً كشفياً ممارساً ومحباً للعمل التطوعي ، لقد افتقدنا صاحب بسمة طالما ارتسمت على الشفاه ، افتقدنا أخاً واباً ومربياً واسع القلب ، طيب النفس ، محباً ومحبوباً ، ولانملك أن نقول إنا لفراقك يا أبا علي لمحزونون ، نسال الله أن يتغمدك بواسع رحمته ، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ، وأن يجمعنا في مستقر رحمته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى