المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

فنانون: بوعدنان أعماله خالدة لن تموت

«عبدالحسن عبدالرضا باق في قلوبنا وقلوب عشاق فنه الجميل، فأعماله خالدة وستبقى في الوجدان أبد الدهر»، بهذه الكلمات قال عدد من نجوم الساحة الفنية من رفاق درب الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا ومن نهلوا من نهر ابداعه من الاجيال التي تلته، ان بوعدنان بعد رحيله ترك فراغا كبيرا في الساحة الفنية، مؤكدين انه لا اعتراض على إرادة الله عز وجل، لكن الفراق هو ما اثر فيهم جدا، وعزاؤهم انه غاب جسدا لكنه باق بروحه وأعماله التي صنعت فارقا في تاريخ الفن الكويتي والخليجي والعربي.
تاريخ طويل
في الذكرى الأولى لوفاة الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا، «الأنباء» تحدثت مع رواد ونجوم الفن، حيث ذكروا مناقبه ««رحمه الله»، داعين المولى عز وجل ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته، وقالت الفنانة القديرة حياة الفهد: لا يمكن ان ننسى بو عدنان صاحب التاريخ الطويل والأعمال المتميزة التي تعد بصمة في تاريخ الفن في المنطقة، لقد أعطى، رحمه الله، من جهده ووقته وابداعه للفن وكان وسيظل نبراسا يضيء للكثيرين من الفنانين. وأضافت ام سوزان: عبدالحسين عبدالرضا فنان قلما يتكرر، وقد صنع فارقا في تاريخنا الفني، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
وقال الفنان الكبير سعد الفرج: عبدالحسين عبدالرضا هرم فني كويتي خليجي عربي كبير، وأعماله في القلوب سواء على مستوى الأعمال التلفزيونية أو المسرحية، فقد كان، رحمه الله، مبدعا في عمله وصاحب إنجازات وأعطى ديرته الكثير. وأضاف الفرج: بصمة بوعدنان موجودة في وجدان محبيه وجمهوره ولن تمحى من الذاكرة أبدا.
فريد من نوعه
أما الفنانة القديرة سعاد عبدالله فقالت «بوعدنان رحمة الله عليه كان فنانا فريدا من نوعه ويعتبر ظاهرة بالوطن العربي، خصوصا في مجال الكوميديا، رغم انه فنان شامل حتى بالغناء، صحيح افتقدنا روحه المرحة وتواضعه وفنه لكننا لا لم ننسه لحظة كشخص ولا كفنان، وأعماله تظل خالدة، وكل التفاصيل بيني وبينه ما تفارق الخاطر، وكل كلماته وتوجيهاته وتمثيلنا مع بعض لم يفارقني لحظة، خلافاتنا، اتفاقاتنا وكل شيء لم اغفل عنه لحظة، وكل ما اشوف صورته او اشاهد اي عمل له حاليا يمشي شريط طويل بيني وبينه من الذكريات الجميلة، من اول عمل بيني وبينه وهو «اغنم زمانك» الى آخر عمل اتفقنا عليه قبل وفاته، ويبقى في قلوبنا فنا وابداعا وفكرا وتفردا، والله يرحمه ويسكنه فسيح جناته».
فيما قال الفنان الكبير إبراهيم الصلال: اعمال بوعدنان وانجازاته تتحدث عنه، واذا كان غاب جسدا فروحه باقية بيننا، هو هرم من اهراماتنا الفنية، ونسأل الله العلي القدير ان يدخله فسيح جناته.
صاحب موهبة
من جانبه، قال «قلب الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل: عبدالحسين عبدالرضا تاريخ كبير، ولديه العديد من الأعمال المميزة والشخصيات التي أثرت في اجيال مختلفة، ومازالت عالقة بأذهاننا، رحمه الله، رمز كويتي وخليجي وعربي وقلما يجود الزمان بإنسان مثله صاحب موهبة ومجتهد، وأي كلام يقال لن يوفيه حقه، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان.
وأكد الفنان القدير عبدالامام عبدالله ان بوعدنان اعطى الكويت من جهده ووقته الكثير، وقال: مهما تمر سنوات على فراقه فسيظل باقيا بإنجازاته التي صنعها طوال مسيرة فنية زاخرة بأفضل الاعمال المسرحية والدرامية، رحمه الله كان مثالا للفنان الحقيقي والجميع يحبه، ولن تنسى الكويت هذا الهرم الفني الكبير.
بدوره، قال الفنان القدير محمد جابر: سنة او مائة سنة سيظل عبدالحسين عبدالرضا باقيا في قلوبنا وقلوب جمهوره الذي يحفظ أعماله عن ظهر قلب، لقد أعطى للفن الكثير وكسب محبة الناس في كل مكان.
اما الفنان القدير محمد المنصور، فقال: أعمال الراحل بوعدنان باقية وخالدة لأجيال وأجيال، واذا كان ذهب جسدا، إلا ان روحه بيننا عبر أعماله التي صنعت بصمة في تاريخنا الفني، مضيفا: رحمه الله كان مثالا يحتذى ومجتهدا وملتزما في عمله، أسال الله ان يسكنه فسيح جناته.
وقال الشاعر الكبير بدر بورسلي: رحم الله عبدالحسين عبدالرضا، كان علامة بارزة مهمة في عالم الفن سواء على مستوى الخليج أو العالم العربي..رحمه الله عشق وطنه فعشقه الوطن، عبدالحسين رحمه الله، احب الجميع فبادله شعب كامل الحب، سيبقى هذا الفنان والمواطن الصالح علامة لكل ماهو جميل وسيبقى وطن وشعب يتذكر كيف كان ينثر الفرح ويرسم الابتسامة، رحم الله ابوعدنان ايقونة الفرح.
اما الفنان القدير عبدالعزيز المسلم، فقال: الفنان عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله محبا للفن ولزملائه وكان يهتم بالكيف ولا يهتم للكم، رغم نجوميته المتفردة كان متحفظا باختياراته ورغم الفرص المغرية له كان يبدي تلفزيون وطنه الكويت على كل المحطات وساهم في تعزيز الهوية الكويتية في أعماله، يغلب على أعماله الحس الكوميدي والواقع الاجتماعي، وكان فنه واقعيا وبسيطا لذلك كان محبوبا لدى أغلب الجمهور ويدخل القلب، لكنته وأسلوبه في التمثيل علامة كويتية ستظل راسخة، على المستوى العلاقات العامة كان يحب زملاءه وكان جادا حريصا على نظم العمل لا يجامل على حساب العمل، جمعتني معه المحبة رغم فارق العمر فيما بيننا اذا اجتمعنه كانت السوالف بينه بالساعات ولا تنتهي مع بوعدنان رحمه الله، وفي آخر رسالة هاتفية منه لي كان يوصيني بحمل راية المسرح الكويتي ويتوسم الخير فينا كجيل مكمل يحمل راية الفن الهادف، بوعدنان فنان ترك بصمة للكويت، واعماله الصالحة والإنسانية باقية في ذاكرتنا والأماكن، مكتبات الفن زاخرة وثرية بأعماله، رحمه الله وغفر له وأحسن اليه كل عام وهو في الجنة مع أمواتنا بإذن الله تعالى.
اتفاق على حبه
بينما قالت الفنانة العمانية فخرية خميس، عبدالحسين عبدالرضا الفنان الخليجي الوحيد اللي كل الدول والناس اتفقوا على حبه، واوجعنا واوجعهم رحيله، ومازالت جميع اعماله مشاهدة ولم تتوقف مفرداته والتي مازلنا نرددها، وهذا دليل انه حي وقد أحيا الفن في حياته ومماته، الراحل اضحكنا بفرح وابكانا بحب، ربي يرحمه ويرحم الفنان القدير خالد النفيسي ولجميع من رحلوا عنا ومازالت بصماتهم في حواسنا.
وقال الفنان القدير احمد جوهر: مهما نقول عن الراحل بوعدنان ما نوفيه حقه بعد جهوده في الحركة الفنية في جميع مجالاتها ولا يمكن لأي احد ان يسد مكانه، فهو رائد من رواد حركتنا الفنية وعانى الكثير حتى وصل لما يريده لحبه الفن ولحبه للكويت واهلها.
الراحل بوعدنان ايقونة الفن الحليجي ولا يمكن ننسى افضاله على الفن الكويتي والخليجي والعربي، ولا ننسى دعمه المتواصل للفنانين في السراء والضراء.
في الذكرى الأولى لوفاته ما نقول الا الله يرحمه ويغفر له ويدخله فسيح جناته والله يصبرنا على فراقه.
مدرسة
أما الفنان الإماراتي سعيد سالم فقد ذكر في رسالة صوتية فحواها «يبقى الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا شامخا في الفن الخليجي والعربي وتبقى اعماله بالتلفزيون والمسرح والإذاعة مدرسة يتعلم منها الجميع لأنها اعمال لا تتكرر في الحركة الفنية الكويتية والخليجية وحتى العربية، شكرا للكويت التي انجبت فنانا بحجم الراحل بوعدنان الذي افنى عمره في ابراز حركتها الفنية بأسلوب جميل جعلنا نحب الفن ونعشقه.. الله يرحم بوعدنان ويدخله فسيح جناته».
واستذكر المخرج القطري سعد بورشيد الراحل بوعدنان الذي عمل معه في مسرحية «ع الطاير» قائلا: «رحمك الله يا استاذنا وحبيبنا وفناننا القدير عبدالحسين عبدالرضا، بالنسبة لي كان حلما ان اعمل مع هذا الفنان الانسان، وأحمد الله أن تحقق هذا الحلم، وأفخر بأنني تعاملت مع اخي الكبير بوعدنان، فقد كانت اياما لا تنسى وكانت مليئة بالحب والصدق والسرور والفرح.. رحمك الله يا بوعدنان وأسكنك فسيح جناته وألهمنا مع عائلته الكريمة والمخلصين له الصبر الجميل، وإنا لله وإنا اليه راجعون».
أما الفنان عبدالله العتيبي قال: «لا يزال مكان الغالي بوعدنان خاليا في الساحة الفنية الكويتية، لأنه فنان لا يعوض وفنان أحبه الجميع صغارا وكبار وفنان اعماله راسخة في الاذهان.. الله يرحمك يا بوعدنان».
«ملك الكوميديا الكويتية».. في إذاعة الكويت اليوم
بتعليمات من الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة الشيخ فهد مبارك الصباح ومدير إذاعة البرنامج العام الاستاذ سعد الفندي تم إنتاج سهرة إذاعية خاصة تكريما ووفاء للراحل عملاق الفن الكويتي الفنان عبدالحسين عبدالرضا بعنوان «ملك الكوميديا الكويتية»، وستذاع على إذاعة البرنامج العام 89.5 مساء اليوم في ذكرى رحيله الأولى.
السهرة تصدى لإعدادها المعدة أميرة نجم وقدمتها المذيعة فريدة دهراب ونفذها مشاري مناور وأخرجها علي البلوشي.
يذكر أن السهرة تعرضت لجوانب كثيرة من حياة الفنان الراحل، وخصوصا الجانب الانساني والأبوي والعملي والفكاهي الذي تميز به الفنان عبدالحسين عبدالرضا من خلال عدة لقاءات مع رفقاء دربه من الفنانين ومن أسرته ومن أطبائه المعالجين.
مجموعة من الفنانين تحدثوا عن مدى تفانيه وحبه للعمل ووصوله دائما قبل الجميع وكيف كان يشيع روح المحبة والابتسامة بين فريق العمل وكيف تعلموا منه الكثير والكثير، وأكدوا انه باق بالقلوب وان رحل فقد رحل جسدا وستبقى ذكراه دائما في ذاكرة الكويت والخليج وكل محبيه.
أسماء الفنانين والإعلاميين المشاركين في السهرة: سعد الفرج، جاسم النبهان، سليمان الياسين، عبدالرحمن العقل، جمال الردهان، محمد المنصور، أحلام حسن، المخرج يوسف حمودة، المخرج مناف عبدال، استقلال احمد، الصحافي مفرح الشمري، هدى الخطيب، محمد الحساوي، م.د.حمد المطيري، ود.شمايل السنافي.
لا أنسى كلماته
الكاتبة القديرة عواطف البدر، قالت: بوعدنان رحمه الله باق بأعماله وإنجازاته في الوسط الفني سواء في الخليج او الوطن العربي، ولن أنسى كلمته لي عندما حضر افتتاح مسرحية «السندباد البحري» بعدما صعد على الخشبة ووجه التحية لي وقال بالحرف الواحد «هذا المسرح راح يستمر من خلالچ، لأنه مسرح يحمل قيمة فنية للأطفال ونحن بحاجة لمثل هذا المسرح الراقي».
وأضافت البدر: هذه الكلمات أعطتني دافعا قويا للاستمرار في تقديم عروض في مسرح الطفل تحمل قيمة فنية ورسائل تربوية مفيدة لأبنائنا.. الله يرحمك يا بوعدنان ويدخلك فسيح جناته.
ليلة مختلفة
كانت ليلة تختلف عن كل ليلة.. في الحادي عشر من أغسطس عام ٢٠١٧ وفي تمام الساعة الحادية عشرة والثلث مساء.. انتقلت روح أبي إلى بارئها.. لم أذكر اني بكيت ولكن أذكر اني أصبت بشلل تام فلم أبك ولم أصرخ وتذكرت نظرته الأخيرة لي وأنا أودعه ليلة سفره وكأنه يقول وداعا ولا لقاء بعد هذه الليلة.. كنت على يقين بأني لن أراه لأنه سيعود في تابوت يحمله إلى تراب الوطن.. رحل أبي وترك نصف ابنة.. فنصفي دفن معه تحت الثرى ونصف باق يواسي والدتي.. رحل أبي وترك لنا إرث اسمه وإرث أعماله وإرث سمعته فكانت التركة ثقيلة.. رحل أبي ورحلت معه كلمة يبه.. رحل أبي وأصبح عمري 100 عام بعد رحيله.. رحل أبي وعزائي هو كل هذا الحب الذي يحمله الناس في قلوبهم لوالدي.. رحل أبي وترك جزءا فارغا مظلما بداخلي.. فعندما يرحل الأب.. تشيخ الابنة.. إلى رحمة الله يا ضحكة وطني.. إلى رحمة الله يبه.
بصمة إنسانية
قال المخرج محمد دحام الشمري: يصعب اختصار الحديث عن فنان بهذه القيمة، ولكن ما تعلمته منه على الصعيد الشخصي أو بحكم الأعمال التي جمعتنا معا هو من الفنانين الكوميديين القلائل الذين تركوا بصمة إنسانية في الخليج والمنطقة العربية، وهو كفنان عمل للإنسانية بشكل عام دون ان يكون لديه تميز لشيء بعينه فكان يقدم الفن كرسالة اجتماعية، يحمل فيها هموم المواطن العربي بشكل عام.
وأكمل دحام: يفترض ان يقوم في المرحلة القادمة احد الكتاب أو المؤرخين بتقديم مسيرته الفنية كمثال للفنانين في كل الاجيال كركيزة كونه فنانا حقق نجاحا بهذا الحجم وحافظ على مكانته وهذا الخلود الفني الذي تمتع به، فعلى الرغم من موته، لكننا لا نزال نشعر به وبتأثيره.
مسرح عبدالحسين عبدالرضا
عندما تألق الفقيد عبدالحسين عبدالرضا في فضاء المسرح والدراما لم تكن موهبته الفذة هي الأساس الوحيد لهذا التألق، لقد كانت نجاحاته محصلة منظومة شبه متكاملة، ساهم فيها الانفتاح الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي عرفته الكويت من خمسينيات القرن الماضي، لقد كان الفقيد يتحرك في فضاء المسرح منطلقا من السقف العالي الذي وفره هامش حرية التعبير الواسع، لذلك كان جسورا وشجاعا في تناول قضايا اجتماعية لم يكن سهلا تناولها وعرضها في غياب الحريات.
مسرح عبدالحسين عبدالرضا هو انعكاس لحالة الكويت وتجلياتها وتحولاتها عرضها الفقيد بتلقائيته المعروفة عنه طوال مسيرته الفنية. مسرح عبدالرضا يحيلنا الى استفهام واحد، هل كان لهذا الفنان الكبير ان ينجح لو لم يجد مجتمعا مثل مجتمع الكويت يحتضن موهبته ويكبرها ويحميها؟
الفنون عامة لا تنمو في مجتمعات ظلامية تملي على الفنان والمبدع والمثقف ماذا يقول وما الذي لا يقوله، الفن هو ميدان المجادلات والتحديات وطرح الأسئلة المغيبة، بغير ذلك لا يمكن ان نطلق عليه فنا، الفن الذي لا ينقذنا من حالة الاستلاب والترهل الى حالة الانفعال وإثارة الدهشة لا يمكن ان نطلق عليه فنا، نعم الفن هو الذي يأتي بما نختلف عليه ويرفض ما استكنا له وتعودنا على ممارسته بروتينية مملة، الفن لا يأمرنا ولا يعطينا فصولا تعليمية، انما يشير لنا الى أن هناك مسارات وخيارات أخرى لمسيرة حياتنا علينا ان نطلع عليها، باختصار الفن هو صناعة الوعي في المجتمع، الوعي الذي لا يريد الكثيرون ان نصل إليه، لذلك يحاربونه ويقيدون انطلاقته.
رحم الله عبدالحسين عبدالرضا الذي ترك بلدا فيها معاهد للفنون المختلفة وارثا أتمنى ألا يضيعه الجيل الجديد من الكويتيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى