مقالات

في أدراج الذاكرة

 

 

 

تمر بالذاكرة لحظات تجعلها تثور على اللحظة تقولب السؤال تجعل الأجوبة في كنف الاحتمال تراودها النفس بالرغبة ويقمعها العقل عن الخوض فيما يؤجج دروب العاطفة ويمنحها بريق الذكريات

تُدنينا من الشعور تجعلنا على محمل الريح نبدو ثقيلين من حملها على قارعة العقل وخفافًا من تأطيرها في مسار العاطفة نُفلسف المعنى ونمنحه التأويل ؛ خصب هو ذاك التأويل لمن خاض غماره وشحيح هو الاحتمال لمن يراه بعيدًا وبين هذا وذاك يقبع اليقين بأن للقدر حبكة أخرى لا تشبه ما نخطط له بتفكيرنا قريب المدى والمحظوظ من استشعر عمق المعنى ولم يمكث طويلاً في لجج السؤال إنه الباحث عن الأجوبة الذي يرنو إلى أفق التأويل دون إفراط ولا تفريط !

ذاك الذي يمتلك زخم اللحظه وفي ذات الوقت يسرقه قلق الغد الذي في جبلته الأمل والذي في أمله اليقين بأنه حتى في اللحظات التي أخذته العزة بالاختيار لم يكن إلا مسيرًا لقدرٍ نافذٌ فيه لا محاله ..

وفي هذا الكم نحاول أن لا نفقد القدرة على الشعور بالكيف من جميع مناحيه حيثياته ودواعيه وارتجالات الكم لا تلبث طويلاً حتى تؤطّر احتمالات الكيف

ويعود السؤال من جديد كأنه لم يلبث إلا هنيهة واكتمل نموه ليتفتق على عدة أوجه إن صدق وجه من إحداها خاتل الآخر ويا للخيبة المتنكرة على هيئة وجه غير مقروء وملامح طريق غير ممهدة الدرب ؛ ومن بين ثنايا هذا الانثيال رغبة ملحة في قراءة ما وراء المعنى

المتيقظ لا يفوته تأويل المعنى والمتوغل في اللحظة في ركب فائت عن التنبه حتى توقظه وتنبهه صرامة الموقف الذي لا يقبل القسمة على اثنان إما الحضور الكامل أو التلاشي على أكمل وجه ..

على أن يكون الوعي ديدن هذا الموقف كنمط استجابة أيَّا كان المؤثر ولنفترض أن يكون أقل من مستوى الوعي حينها يرده الإدارك الحاسم إلى مسار جديد لا يشبه في التأثير إلا بهاء الاستجابة ولا يرسخ في الذاكرة إلا كذكريات وكأن وجودها في أدارج الذاكرة ليس إلا تجلي للمعنى الواعد بأن كل شيء خاضع للنسبية ولا شيء مُطلق .

 

بقلم : رهام مدخلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى