المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

هذه أثرى عائلات فرنسا

لا تزال عائلات أرنو وداسو وبينو من بين أثرى العائلات في فرنسا، لكن التكنولوجيات الحديثة سمحت ببروز رجال أعمال جدد، تمكنوا من جمع ثروات بمجهودهم الخاص في فرنسا.
في السادس من يونيو الماضي، احتفل لوران بورال الرئيس المدير العام لشركة بلاستيك اومنيوم، إحدى أهم شركات تجهيزات السيارات في العالم، بالذكرى السبعين لتأسيس شركته. قام المدير المعروف بصرامته وشخصيته الدكتاتورية باختيار ضيوفه الـ 1200 بعناية، وكان بينهم أصغر وأكبر موظف في كل مصنع، ومديرو فروع الشركة في العالم بأسره، علاوة على ممثلي العمال والنقابيين والكوادر القديمة، وضيوف آخرون من الشخصيات المعروفة، ككلود شيراك، ومجموعة من الأصدقاء، مثل وزير العدل السابق دومينيك باربان، ووزير الداخلية جيرار كولومب.
في ذلك الحفل اجتمعت العائلة بجذورها، وحين تحدث لوران بورال عن بلاستيك أومنيوم، تحدث عن تاريخ عائلته، وعن والده الذي كان غداة الحرب العالمية الثانية، يخربش على ورقة هيكل سيارة، ويركز على كل القطع التي اصبحت لاحقا تصنع من البلاستيك.
لا يزال هذا الثري مرتبطا بالماضي ومتمسكا به من اجل رسم المستقبل. وبالنسبة لهذا المسؤول الذي انتخب مؤخرا على رأس «أفاب»، وهي جمعية تضم أقوى 100 شركة خاصة في فرنسا، فإن العشر سنوات الماضية لم تكن للراحة ابدا، حيث يقول «في عام 2008 وبعد فترة قصيرة من افلاس بنك ليمان بروذرس، توقفت عجلة دوران قطاع السيارات تقريبا. ففي نهاية شهر أكتوبر تراجع حجم نشاطنا إلى النصف، لذلك قررنا فورا تقليص الكلفة بنسبة 35 في المئة في ظرف ستة شهور».
أقرت الشركة عدة أجراءات تقشفية، واليوم وبعد 15 عاما تمكنت من مضاعفة رقم أعمالها 66 مرات، ليرتفع الى 7 مليارات يورو في 2016، واما اصولها الدولية فقد تضاعفت بنسبة 3.5 في المئة، فيما تمكنت من مضاعفة عدد مواقع الانتاج التابعة لها.

أكبر ملاك للعقار في فرنسا
وعلاوة على عائلة بورال، هناك عائلات أخرى تتربع على عرش الثروة في فرنسا، بينها بينو وارنو وبالوري وداسو ومولييز وبوييغ ووارتيمر وكايار.. وهذه العائلات تتصدر ايضا المراتب الأولى في قائمة اكبر ملاكي العقار في فرنسا.
لقد زادت ثروات أثرى اثرياء فرنسا، وهم برنار أرنو، وليليان بيتونكور، وسارج داسو، وفرانسوا بينو، وباتريك دراهي، بـ 47 مليار يورو في ظرف 18 شهرا، ووفق تصنيف فوربس الاخير فان نسبة هذا التقدم بلغت 50. ويملك هؤلاء الاثرياء الخمسة 140 مليار يورو، اي ما يعادل ميزانيات كل من وزارات الدفاع والتربية والبحث العلمي والعدل مجتمعة.. وعلى الرغم من هذا لا يزال راس المال الفرنسي يحاول التقاط انفاسه ثانية. فالمجلة الاميركية فورتشن لم تصنف سوى 29 مجمعا فرنسيا ضمن نادي اكبر 500 شركة عالمية، رغم ان العدد كان 36 قبل عشرة اعوام.
لكن لا يزال مجمع LVMHH يحتل الصدارة بين شركات الالبسة الجاهزة، مثله مثل لوريال في قطاع مواد التجميل والعطور، وأما لاكتاليس فلا يزال الرقم واحد عالميا في انتاج الحليب ومشتقاته، كما ان المجمع يعد ايضا ملك المربى.
وأما شركة سي أم اي سيجي أم المارسيلية فلا تزال هي الاخرى رقما مهما في العالم في مجال الشحن البحري، واصبحت رائدة في النقل عبر المحيط الهادئ. وفي ظرف عقد من الزمن، تمكن رجال اعمال مثل باتريك دراهي مالك شركة التيس، ومجلة ليكسبرس وغزافيي نيل مالك شركة فري او موحاد ألتراد مؤسس مجمع صناعي يحمل اسمه وغيرهم من تغيير وجه فرنسا، واما القاسم المشترك بين نجاحاتهم هو ان هؤلاء يملكون كل رأسمال الشركة التي يديرونها او جزءا منه.

هاجس الميراث
ووفق الاحصاءات التي نشرتها فوربس، فإن 77 من بين اثرى اثرياء فرنسا العشرة هم من ورثة عائلات ثرية، واما في المراتب العشرين فنجد مقاولين ومبادرين، ورغم ذلك لا تزال مدارس التجارة تتفاخر بتدريس نماذج الشركات العائلية، ما دفع اليوروناكست، وهي بورصة اسهم الكترونية أوروبية إلى انشاء مؤشر جديد في بداية العام الجاري، خصصته للشركات العائلية التي أدرجت جزءا من راسمالها في البورصة، وقد تم ادراج 65 شركة فرنسية من بين الـ90 شركة التي تم ادراجها على المستوى الاوروبي، ووفق الاستاذ توماس فيليبون في جامعة نيويورك ومؤلف كتاب راسمال الورثة، فإن نسبة الشركات العائلية المدرجة في البورصة أكبر بـ20 في المئة من دول بالحجم ذاته.
ووفق احصاءات، فإن ثلاثة ارباع الشركات المتوسطة في فرنسا والبالغ عددها 53000 شركة، هي شركات عائلية. ووفق ألان بلوش الأستاذ في أتش إي سي فان هذه المؤسسات تقاوم بشكل كبير خلال فترات الأزمة، لكنها تعود بأقل سرعة حين تستعيد السوق عافيتها. ويضيف: «تقع المشاكل، حين لا تملك هذه الشركات الامكانات لتمويل نفسها».
غير أن ملاك هذه الشركات يعانون ايضا من هاجس نقل الميراث، فالكثير من الشركات لم تعُدْ تعُدُّ في هياكلها التنظيمية الأبناء والبنات وأبناء عمومة وشقيقات المؤسسين، ووفق إليزابيت دوكوتي الرئيسة المديرة العامة لمجمع تووازن التي قال لها والدها حين كانت في الخامسة «ستكونين قائدة فرنسا بلد تفرض الكثير من الضرائب على الورثة، لذلك بيعت العديد من الشركات الجيدة لأن الأبناء لم يكن بمقدورهم شراء الحقوق».
درست إليزابيت دوكوتي علم النفس، لكنها في النهاية جلست على كرسي اسلافها لتقود خامس جيل على رأس شركة العائلة بعد 160 عاما من تأسيسها.

200 عائلة ثرية
في عام 19344 ندد رئيس الحزب الراديكالي ادوارد دالادييه بالعائلات التي تقود الاقتصاد والسياسة في فرنسا، وعددها 200 عائلة، قائلا «إنها قوى لا يجب أن تتحملها دول ديموقراطية مثلما لم تكن مملكة فرنسا تتحمل رئيس وزراء لويس الـ13، الكاردينال ريشيليو». وسرعان ما تلقف اقصى اليسار واقصى اليمين هذا الشعار، لكن من هذه العائلات؟
إنها العائلات المساهمة في بنك فرنسا، وقد اسس بونابارت في عام 18000 هذه الهيئة ووضعها تحت سلطة الدولة، رغم ان كل المساهمين من القطاع الخاص. ووفق كيريل شوفريون مؤلف كتاب العائلة المئة الف، فان مجلس الوصاية على بنك فرنسا كان اقرب الى دليل للعائلات الثرية في فرنسا. وفي عام 1936 قام وزير المالية التابع للجبهة الوطنية فانسون أوريول بالغاء هذا المجلس الذي كان تحت سلطة العائلات الـ 200، وكان على الفرنسيين انتظار قانون 2 ديسمبر 1945 حتى يتم تأميم بنك فرنسا رسميا.

أثرى أثرياء فرنسا
1 – برنار أرنو يملك مجمع LVMH للملابس الفاخرة، وتقدر ثروته بـ48.2 مليار يورو.
2 – ليليان بيتونكور مالكة شركة لوريال لمواد التجميل، وتقدر ثروتها بـ40.7 مليار يورو.
3 – فرانسوا بينو مالك شركة كيرينغ للملابس الفاخرة، وتقدر ثروته بـ19.2 مليار يورو.
4 – سارج داسو، مالك مجمع داسو للطيران، وتقدر ثروته بـ17.1 مليار يورو.
5 – باتريك دراهي، مالك شركة ألتيس للاتصالات وتقدر ثروته بـ13.55 مليار يورو.

«ليكسبرس»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى