المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

العبادي: لن نسمح بتقسيم العراق

تصاعدت وتيرة الرفض العراقي لاستفتاء استقلال اقليم كردستان المزمع اجراؤه في 25 سبتمبر. فبعد رفض البرلمان بالمطلق للاستفتاء والقول انه غير دستوري، شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس على أنه لن يسمح بتقسيم البلاد. وذكر العبادي من مدينة الناصرية جنوبي العراق «ان وحدة البلاد امر اساسي وان العراق يكون اقوى بوحدته وبالتالي نرفض اي دعوات لتقسيم البلد او اضعافه». وأضاف العبادي «لن نسمح لقسم من السياسيين بتقسيمنا واضاعة فرصة التعاون لتحقيق مصالح الشعب». ولفت الى وجود اشارات ايجابية واخرى سلبية في ملف الاستفتاء على استقلال الاقليم، محذرا من ان «التصعيد الكلامي قد يؤدي الى كوارث كبيرة مشابهة لما حصل في بلدان اخرى انتهى بها الوضع الى الاحتراب الداخلي».
واكد ان حكومته تحترم تطلعات جميع المواطنين بمن فيهم الاكراد وتسعى الى حل جميع المشاكل العالقة بالحوار والتفاهم «فقط» لكن دون سياسة فرض الامر الواقع وتحديد المصير دون مشورة الشركاء. واشار العبادي إلى ان استفتاء كردستان لا يمكن أن يجرى من طرف واحد لأن العراقيين يتعايشون في بلد واحد وتربطهم روابط تاريخية. وشدد خلال جلسة الحكومة في وقت سابق على «ان مجلس الوزراء يجدد حرصه في الحفاظ على وحدة العراق والالتزام بالدستور والحوار لحل جميع المشاكل العالقة». وأضاف «نؤكد عدم دستورية قرار المضي بالاستفتاء وكذلك مخالفة اجراءات الاستفتاء مع القوانين النافذة في العراق إضافة إلى مخالفته القوانين المحلية النافذة في الاقليم نفسه». وأكد رئيس الوزراء أن العراق اليوم قوي يختلف عن السابق والعالم ينظر له بأهمية كبيرة، مشددا على أن «الحكومة لن تسمح للخلافات بأن تزعزع الامن».
في المقابل، دعا رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني، البرلمان العراقي الى مراجعة قراره بشأن رفض الاستفتاء، معتبراً أن «العقلية الحاكمة» في العراق لا تقبل بالتعايش والشراكة. وقال في كلمة ألقاها بقضاء عقرة شرق دهوك إن «قرار الاستفتاء ليس شخصيا وحزبيا وانما هو قرار للشعب الكردستاني»، مشيراً الى أن «القرار كان جريئاً وجاء بسبب فشل التجارب الماضية في التعايش».
واشار البرزاني الى انه «لا نريد الحرب ونمد يد التعاون والتآخي للجميع»، مستدركاً بالقول «اما الذي يريد كسر ارادة الشعب الكردستاني فليجرب نفسه».
بدوره، أعلن رئيس كتلة بدر النيابية محمد ناجي، أن هناك أكرادا في بغداد والمحافظات الجنوبية «يشعرون بالخوف» من التصريحات إزاء قضية استفتاء كردستان، وفيما شدد على أن الكرد جزء من الشعب ولا يمكن ان يمسهم السوء، دعا القيادة الكردية الى «عدم التصعيد» في الخطاب السياسي او التحرك العسكري على الارض. موضحا أن «الشعب الكردي جزء من الشعب العراقي وحمايته واجب القوات الامنية والشعب العراقي».

رفض خارجي
وتماهى الرفض الداخلي للاستفتاء مع الموقف الخارجي، حيث رفضت جامعة الدول العربية إجراءات إقليم كردستان، وأصدر المجلس الوزاري امس قرارا بالإجماع يؤكد رفض الاستفتاء لعدم قانونيته وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به.
وقرار المجلس الوزاري جاء بناء على طلب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري و«يدعم وحدة العراق». وفي السياق نفسه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى الحوار بين الفصائل الكردية في العراق والحكومة العراقية. وقال أبو الغيط «إن بقاء العراق الموحد الفدرالي المتعدد المكونات والأعراق هو مصلحة للعراق بعربه وكرده وللأمة العربية كلها».
في السياق نفسه، عبرت إيران جارة العراق هي الأخرى عن موقف معارض جاء على لسان أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي وصف الاستفتاء المزمع إجراؤه بأنه «غير مدروس وقد يؤدي إلى بروز نزاعات جديدة في المنطقة». وأوضح أن الاستفتاء له تبعات مدمرة على إقليم كردستان العراق وأنه سيضيع على الأكراد فرصة تأثيرهم في الوضع السياسي والحكم في العراق.
كما لفت إلى أن الاستفتاء قد يؤدي إلى تشديد الخلاف بين الأحزاب الكردية ما قد يلقي بتداعياته على شعب الإقليم.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن بلاده تؤيد قيام دولة كردية. وتقيم إسرائيل روابط سرية مع الأكراد في مجال المخابرات والأعمال والمجال العسكري منذ ستينات القرن الماضي وتعتبر الأكراد المشتتين في العراق وتركيا وسوريا وإيران عازلا لها عن العرب وهم خصوم للطرفين. وقال نتانياهو: «تؤيد (إسرائيل) جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته». (بغداد – ا ف ب، رويترز، كونا، السومرية نيوز)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى